الفرص الواعدة لتخصص التكنولوجيا الحيوية في الجامعات المصرية

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter










 

كتبت / ايناس العرابى 


استحدثت العديد من الجامعات المصرية سواء الحكومية أو الخاصة أو الأهلية تخصص التكنولوجيا الحيوية حتى تواكب التطور التكنولوجي في مجالات العمل المختلفة والتى تفتح للخريجين آفاق وفرص عمل جديدة . 

أما بالنسبة لتخصص التكنولوجيا الحيوية فقد أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا معلوماتيًا تناول من خلاله مفهوم ومجالات التكنولوجيا الحيوية، والمجالات المستقبلية المحتملة لها، والسوق العالمية للتكنولوجيا الحيوية، وتوقعات حجم هذا السوق خلال الفترة المستقبلية القادمة من 2024 إلى 2033، فضلًا عن العوامل الرئيسة لنمو هذا السوق، وآفاق هذا السوق ومظاهره المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وفي مصر.

فقد اوضح المركز أن التكنولوجيا الحيوية هي مجال متعدد التخصصات يستخدم الكائنات الحية أو مكوناتها؛ لتطوير المنتجات والعمليات التي تفيد المجتمع البشري، مشيراً إلى أنه في السنوات الأخيرة قطعت التكنولوجيا الحيوية خطوات كبيرة على المستوى العالمي؛ مما كان له تأثير كبير على جوانب حياتية مختلفة، مثل: الرعاية الصحية، والزراعة، والصناعة، والبيئة. وكانت مساهمتها الأكبر في مجالات تطوير الأدوية واللقاحات والاختبارات التشخيصية الجديدة لا تُقدَّر بثمن، في حين أدى دورها في زيادة إنتاجية المحاصيل وتحسين المحتوى الغذائي إلى تعزيز الأمن الغذائي، بالإضافة إلى ذلك مكَّنت التكنولوجيا الحيوية من إنتاج منتجات، ومواد مستدامة وصديقة للبيئة.


وقد قال المركز في تحليله مفهوم التكنولوجيا الحيوية، فهي بحسب تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) «فرع متعدد التخصصات من العلوم والتكنولوجيا يتعامل مع تحويل المادة الحية وغير الحية عن طريق استخدام الكائنات الحية وأجزائها أو المنتجات المشتقة منها، وكذلك إنشاء نماذج للعمليات البيولوجية من أجل إنتاج المعرفة، والمنتجات، والخدمات المختلفة».


وفي هذا الإطار تشمل التكنولوجيا الحيوية العديد من التخصصات المختلفة، على سبيل المثال: علم الوراثة، والكيمياء الحيوية، والبيولوجيا الجزيئية، ومن خلال التكنولوجيا الحيوية يتم تطوير تقنيات ومنتجات جديدة سنويًّا في العديد من المجالات المختلفة، مثل: مجال الطب؛ حيث يتم تطوير الأدوية والعلاجات الجديدة، وفي مجال الزراعة؛ حيث يتم تطوير النباتات المُعدلة وراثيًّا والوقود الحيوي والمعالجة البيولوجية، فضلًا عن مجال التكنولوجيا الحيوية الصناعية؛ حيث يتم إنتاج المواد الكيميائية والورق والمنسوجات والأغذية.


أما فيما يتعلق بمجالات فرص العمل في مجال التكنولوجيا الحيوية؛ فقد تتضمن شركات تصنيع الأدوية (قطاع البحث والتطوير)، وشركات تصنيع الأسمدة الحيوية والوقود الحيوي، وشركات تصنيع المحاصيل الزراعية والأعلاف، ومحطات معالجة وتنقية المياه، والمستشفيات (العيادات الوراثية، والصيدلة الإكلينيكية، والمعامل الجنائية، ومعامل الحقن المجهري الصناعي، وأطفال الأنابيب والتلقيح، ومعامل التحاليل الحيوية)، والشركات الصناعية المُنتجة للمواد الكيماوية والبروتينات والألياف والفيتامينات والمنظفات وغيرها، والشركات المسؤولة عن تطوير الزراعات وتحسين السلالات النباتية والحيوانية.


وأشار التحليل إلى المجالات المستقبلية المحتملة للتكنولوجيا الحيوية، إذ تتمتع بالقدرة على تحسين العديد من مجالات الاستدامة، على سبيل المثال: الزراعة، والطاقة، وإدارة النفايات؛ حيث يمكن تقليل التأثير البيئي، وتعزيز مستقبل أكثر استدامة من خلال تطوير منتجات وعمليات جديدة في مجال التكنولوجيا الحيوية، وذلك على النحو التالي:


الزراعة وإنتاج الغذاء: يمكن استخدام التكنولوجيا الحيوية لتحسين إنتاجية المحاصيل، والحد من هدر الغذاء، وتعزيز التغذية، بالإضافة إلى تطوير محاصيل جديدة ذات مقاومة متزايدة للآفات والأمراض؛ مما يقلل الحاجة إلى المبيدات والأسمدة الضارة، بالإضافة إلى زيادة الأمن الغذائي، والتقليل من التأثير البيئي للزراعة.


- صحة الإنسان: تُستخدم منتجات التكنولوجيا الحيوية في تطوير الأدوية والعلاجات الجديدة لمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان، ومرض الزهايمر. فضلًا عن تطوير علاجات شخصية للأفراد بناءً على جيناتهم وعوامل أخرى. وهذا يمكن أن يؤدي إلى علاجات أكثر فعالية مع آثار جانبية أقل.


الطاقة: يمكن استخدام عمليات التكنولوجيا الحيوية لتطوير مصادر جديدة للطاقة المتجددة، مثل: الوقود الحيوي، والغاز الحيوي.


الاستدامة البيئية: تُستخدم عمليات التكنولوجيا الحيوية لتطوير المزيد من المنتجات، والمواد المستدامة والصديقة للبيئة؛ مما يقلل من تأثير النشاط البشري على البيئة.


- إدارة المخلفات: تدخل عمليات التكنولوجيا الحيوية في مجال إدارة المخلفات من خلال تفكيك النفايات العضوية، وتحويلها إلى منتجات مفيدة؛ مما يقلل من كمية النفايات المُرسلة إلى مدافن النفايات.


وقد قامت مصر بالعديد من المبادرات لدعم تطبيق التكنولوجيا الحيوية، وذلك من خلال فتح العديد من التخصصات المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية في الجامعات المصرية، بالإضافة إلى توقيع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بروتوكول تعاون مشترك مع شركة مصر لتكنولوجيا الصناعات الحيوية MTBI، وصندوق الاستثمار القومي الخيري للتعليم (التعليم حياة)؛ لإنشاء مدرسة مصر الحيوية للتكنولوجيا التطبيقية في مجالات تكنولوجيا الصناعات الحيوية في أكتوبر 2023، والتي تهدف إلى إكساب الطلاب الجدارات التي يحتاج إليها سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية.


كما تم تصميم برامج في إطار «الاستراتيجية القومية للتكنولوجيا والهندسة الوراثية»، تهدف إلى إعداد قاعدة علمية في مجال التكنولوجيا الحيوية، والهندسة الوراثية؛ للارتقاء التكنولوجي، وخلق فرص عمل جديدة، وإنتاج مستحضرات حيوية مصرية ذات قدرة تنافسية عالية، وتتبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنفيذ برامج الاستراتيجية، وتقوم على إدارتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا من خلال مركز التعاون العلمي والتكنولوجي بها.

اضف تعليق

أحدث أقدم