يوم فى حياة فتاة مصرية

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter








 

بقلم / احمد عطية 


في عالم مليء بالتحديات، تعيش بعض الفتيات حياتهن تحت وطأة ظروف قاسية لا يستطيع الكثيرون فهمها أو تخيلها. هذه الفتيات غالبًا ما يقفن في الظل، يعانين بصمت بينما يتجاهل المجتمع صرخاتهن غير المسموعة. في هذا المقال، نسلط الضوء على يوم في حياة فتاة مصرية تعيش في ظروف صعبة، تواجه استغلالًا مستمرًا وتضطر للاعتماد على قوتها الداخلية ودهائها للبقاء. هذا اليوم يمثل مجرد لمحة من واقعها المؤلم الذي يعكس قسوة الحياة وضيق الخيارات المتاحة أمامها.



الفتاة الغائبة دائماً عن نفسها، تلك التي فقدت والدها وهي في سن البلوغ، تجد نفسها في مواجهة عالم يفرض عليها قسوة لم تتخيلها. اليوم، سأتحدث عن واقع بسيط لفتاة مصرية، تلك الفتاة التي يحرك القانون من أجلها للحصول على حقوقها، ولكن غالباً ما يكون ذلك الحق موجهًا فقط ضد الرجل، وكأن الرجل هو الوحيد الذي يسلب حقوقها.


سأروي اليوم يومًا واحدًا فقط من حياة هذه الفتاة، التي تتعرض باستمرار للضعف والاستغلال، حتى باتت تعتمد على كل ما تملكه من دهاء ومكر وجمال للبقاء على قيد الحياة. في صباح أحد الأيام، استيقظت لترى على جسدها بعض العلامات، ولكن لم يظهر على وجهها أي علامة استفهام، فقد اعتادت على هذا المشهد الذي يحطم آمالها. أصبحت تتعايش مع كل شيء، لأن الحل الآخر الوحيد سيكون هو الموت على قيد الحياة.


تنهض مبكرًا لتذهب إلى إحدى شركات التجميل لتستلم البضاعة فهى مهمتها الوحيدة والرئيسية بيع تلك المنتج ،التي يتعين عليها التخلص منها بأي طريقة كانت، لتأمين قوت يومها. إنها تدرك تمامًا أنها ستتعرض لكل أنواع الأذى الجسدي والعقلي والنفسي، بدون أن تصدر منها همسة تزعج من حولها، لأنهم يرونها "فتاة شارع"، ويجب عليها أن تحافظ على الصورة التي رسموها لها. ولا يُسمح لها بأن تخرج عن هذا الإطار أو تعبر عما بداخلها، لأنها ستواجه ما هو أسوأ وأسوأ.


تتجول بين الناس، تخبرهم بأنها ليست متسولة، ولا شيء من النظرات التي تتلقاها منهم يعكس حقيقة حالتها. إنها فقط تريد أن تكسب قوت يومها بكرامة، وأن تعود إلى منزلها مرفوعة الرأس. وإذا لم تستطع بيع ما لديها من بضاعة، ستفوتها فرصة الحصول على الطعام، وهي تدرك أن لديها عائلة تعتمد عليها.


والآن، عزيزي ،

ربما فهمت لماذا تظهر تلك العلامات على جسدها. إنها لا تسأل عنها، لأنها تحمل على عاتقها ما هو أثقل من جسدها وتلك العلامات. الوقت يمر سريعًا، وتصبح في سن الزواج، ويُفرض عليها من المجتمع أن تكون أفضل من غيرها، أن تأتي بأشياء لم يحملها أحد من قبلها، ولكن من يفرض هذه التوقعات؟ هل يقدر الرجال على تحقيقها؟ مجرد التفكير في كل ذلك قد يدفعها إلى حافة الانهيار.


أود أن أقول كلمة واحدة لكل تلك الأسئلة: التعاطف. التعاطف بكل ما تحمل الكلمة من معنى. يجب أن نشفق على أنفسنا من تلك المعاناة التي تعانيها هذه الفتاة، ولا نلتمس لأنفسنا أعذارًا لعدم قدرتنا على إنصافها ولو بكلمة. ولكن، قول الله تعالى: *"الله يرزقكم وإياها"*، كفيل بأن لا تدفع حياتك إلى الانتحار، لأن هناك من هو أرحم وأحن على هذه الفتاة، يا مؤنسة العالم.


وفي نهاية هذا اليوم القاسي، تتوجه الفتاة إلى فراشها وهي تحمل عبء اليوم التالي على كتفيها. قد تكون حياتها مليئة بالمعاناة والتحديات التي تبدو بلا نهاية، لكنها تجد في قلبها إيمانًا عميقًا بأن هناك من هو أرحم وأحن عليها. هذا الإيمان يمنحها القوة للاستمرار، رغم كل ما تواجهه. تبقى الحياة مليئة بالآلام، لكن الأمل في غدٍ أفضل هو ما يدفعها للاستمرار، حتى في أحلك اللحظات. قد لا يكون المجتمع منصفًا لها، ولكنها تظل مؤمنة بأن الله لن يتخلى عنها، وأنه سيظل يرزقها ويرعاها، مهما كانت الظروف.

اضف تعليق

أحدث أقدم