كتبت : نور الحلو
العالم العربي والإسلامي بل العالم أجمع يعيش في لحظة حرجة من التاريخ لحظة تهدد ليس فقط مستقبل الشعوب التي تعاني تحت وطأة الاحتلال والقمع بل تهدد وجود المنطقة بأسرها ما يجري في غزة ولبنان هو إنذار واضح بأن الخطر لم يعد محصورًا في نقاط معينة على الخريطة بل بات يلوح في الأفق مستهدفًا إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقًا لأجندات استعمارية جديدة قديمة.
لقد أطلق بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي تصريحات لا يمكن التغاضي عنها تصريحاته حول رغبته في تغيير خريطة الشرق الأوسط ليست مجرد كلمات عابرة بل هي إشارة واضحة إلى خطط توسعية تهدد الدول العربية جمعاء هذه التصريحات تأتي في وقت تستمر فيه المجازر في غزة حيث يعيش الشعب الفلسطيني تحت الحصار والقصف اليومي وفي وقت يتعرض فيه لبنان لهجمات متصاعدة أسفرت في أقل من 24 ساعة عن مقتل مئات الشهداء.
إن ما يحدث اليوم ليس مجرد "أزمة إنسانية" أخرى أو "نزاع مسلح" يمكن احتواؤه من خلال الدبلوماسية التقليدية نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع مرحلة تستهدف تمزيق ما تبقى من وحدة المنطقة وتقويض كل ما ناضلت من أجله الشعوب العربية من استقلال وحرية.
إسرائيل بتصريحات نتنياهو وخطواتها العسكرية تتبنى رؤية تهدف إلى فرض واقع جديد واقع يتجاوز حدود فلسطين ولبنان ليشمل المنطقة بأسرها إذا لم يستيقظ العالم اليوم ويتخذ موقفًا حاسمًا لوقف هذه السياسات التوسعية فإن خريطة الشرق الأوسط التي نعرفها قد تصبح جزءًا من الماضي ويتم استبدالها بكيانات جديدة تصب في مصلحة قوى الاحتلال والتقسيم.
اليوم نشهد عجزًا دوليًا واضحًا في مواجهة هذا الواقع المجتمع الدولي، بمؤسساته وهيئاته يكتفي بالتصريحات والإدانات دون أن يتحرك بجدية لوقف آلة الحرب الإسرائيلية الأسئلة التي تطرح نفسها: أين هي تلك القوى العالمية التي تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان؟ أين هي الدول العربية والإسلامية التي يجب أن تكون في طليعة التحرك للدفاع عن أمنها واستقرارها؟
إن ما يحدث في غزة ولبنان هو بداية فقط وما لم يتحد العالم العربي والإسلامي لمواجهة هذا التهديد الوجودي فإننا قد نجد أنفسنا قريبًا أمام واقع جديد يفرض علينا بالقوة اليوم الاستيقاظ لم يعد خيارًا بل ضرورة ضرورة ملحة لبقاء هذه الأمة واستعادة حقوقها وحماية مستقبل أجيالها.
يجب أن تكون الرسالة واضحة: هذا الصمت والتردد لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى والدمار الدول العربية ليست بمنأى عن هذا الخطر ما يحدث في غزة اليوم قد يحدث في عواصم أخرى غدًا المنطقة بأسرها مستهدفة ونتنياهو وأجندته لن تتوقف عند حدود فلسطين ولبنان.
الاستيقاظ اليوم هو مسؤولية الجميع حكومات وشعوب يجب أن يتحرك العالم قبل فوات الأوان لأن الخطر الذي يهدد غزة ولبنان اليوم هو ذاته الذي قد يطرق أبواب عواصمنا غدًا الوقت ينفد والمستقبل الذي نريده للمنطقة بأسرها يعتمد على ما سنفعله الآن.
إرسال تعليق