مصعب علي سليمان
المتتبع لتاريخ مصر والسودان يجد أن البلدين عاشا تاريخا مشتركا منذ أقدم الأزمنة وحتي العصر الحالي إلي الدرجه التي يتعذر معها الحديث عن تاريخ مستقل بمصر أو تاريخ مستقل بالسودان. وهذه الحقيقه التاريخية تؤكد أن التاريخ المشترك بين البلدين قد أوجد قدرا كبيرا من الإمتزاج بين افراد الشعب العربي في مصر والسودان
وتوصف دائما العلاقات السودانية المصريه بأنها ازليه وتاريخية حيث تعود إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة والوسطى والحديثة
يقول الرحاله بران روليه الذي قام برحلات طويله في السودان( ١٨٤٠ _ ١٨٥٢ م) أن التاريخ يعلمنا أنه طالما هاتان الأمتان مصر والسودان متحدتين عن طريق الدين والأخلاق والعادات والتقاليد استطاعت مصر أن تحل مكان الصداره بين الأمم وأصبح من العسير علي أيدي أعدائها إلا في الأزمنة التي قطعت فيها علاقاتها مع السودان )
في مصر كانت جميع الأحزاب المصريه متمسكه بوحدة وادي النيل وبأن مصر والسودان قطر واحد لذلك عندما أراد البريطانيون مفاوضة الوفد المصري بزعامة مصطفى النحاس باشا حول العلاقات المصرية البريطانية محاولين الفصل بين قضية السودان والوجود البريطاني في مصر قال النحاس باشا قولته المشهورة ( تقطع يدي ولايقطع السودان ) هكذا كان السودان هو الصخره التي تحطمت بسببها المفاوضات .
تتصف العلاقات السياسية بين مصر والسودان بمجموعة من الصفات التي تميزها وترسخ منها وتمنعها الصلابه في مواجهة المتغيرات .. في مقدمة هذه الصفات إن العلاقات السودانية المصريه علي الصعيد السياسي هي ترجمه للعديد من العوامل الآخري المتجذره بين البلدين وهي ترجمه لتاريخ مشترك حافل ولحقائق الجغرافيا الطبيعية والبشرية وهي ترجمه لروابط الشعبين التي لا يستطيع أحد في أي من البلدين القفز عليها .
في الوقت نفسه فإن التشاور والتنسيق بين مصر والسودان يبدأ من القمه ففي جميع الحقب والمراحل كانت العلاقه المباشره بين القيادتين هي الأقرب والإيسر دائما .
السمه الآخري التي تميز العلاقات بين البلدين في المجال السياسي هي تنوع وتعدد الملفات المشتركة التي تتطلب تنسيقا دائما بين البلدين فضلا" عن العلاقات الثنائية متعددة المجالات فإن هنالك الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية التي يعد تنسيق مواقف البلدين بشأنها أمرا حيويا" لصالح الشعبين والأمه العربيه والقاره الإفريقية والمنطقة بكاملها .
إرسال تعليق