بقلم عصام الكدرو.
.النزوح والحوجة يقصمان الظهر شعور مرير في غاية المرارة حينما تري منظر طفلة يرثي بحالها بريئة لم يكن لها في الكون غير البراءة في حوجة ماسة للقمة تسد رمق جوع كافر دمعة تتساقط وراء دمعات كسماء منهطل غبث دموع تسطر قصة مؤلمة توارت من خلفها بسمات احساس تلك الشي يجعل الناظر كالميت جامد كتلة من جليد ومنظر اشد آلام اسر مطروده من الشقق تجرجر اذيال الخبيبة والانهزام لعدم الوفاء بالسداد يظل الرصيف ماوي ومسكن لهم يضعون الطوب مساند وقصاصات الصحف لحاف مدود ليصبح راحة للاجساد من تعب سهر وأرق تفكير والشارع من حولهم يضج مرور وازدحام والناس تنظر إليهم برافة تكاد ان تقطع نياط القلوب ..و بنت في رعيان الشباب ترتدي ثوب من حشمة تتسول بين الناس في خجل وسكون انكسار تتعثر تلعثم في الخطاب الجوع سيد المشهديكشر انياب استعدادا للوثوب لتمزيق ثوب شرفها العفيف لتصبح فريسة سهلة في شباك فاسد وضيع نحن في بلد ذات ظروف قاهرة للحد البعيد تصوب سهام مسمومة تخترق الوجدان في مقتل تبقي صورة مشروخة مدي الحياة ومن جانب اخر امراة تنهمر دموع انهار ومن حولها أطفال صغار حرمتهم الحرب من متعة الجري واللعب في الساحات بالتراب وجدوا انفسهم في شقة تماما كالزنزانة التي تكتم الانفاس وكثيرا ما تري سوداني يترنح من العدم دون ذنب جناه حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل غير انه صار في قائمة اللاجئين مجبورا ترك أرض الخير والحنين وهل هناك اسؤ من الحروب وجودا التي تجعل المرء بدون وطن وعنوان اواه يا زمن من ترك دار مرتع الطفولة والصبا وألاحلام الملهمة وذكريات الاحباب المفرحة والق الامومة والابوة وهانحن ما زلنا نستنشق عبيرها في غربتنا اللئيمة عسي ولعل يكون بلسم يداوينا.. والله وبالله وتالله لو الكون فرد صفحات واضحت كلمات بين سطورها روايات لن تستطع ان تسطر عن حجم ومأسي الذين طردوا بذلة واهانة من منازلهم عنوة مغلوب علي امرهم لم يكن باليد حيلة . .مهما تزينت الحروف من مرواد كحل الجمال لن تجبر خاطر مشرد مكسور الجناح سمح الخصال.... من ذا الذي يصدق او يتخيل مجرد خيال في يوم من الأيام الوطن يصبح ركام رماد وسلعة رخيصة الاثمان ودون وازع وطني يحترم سيادة السودان والكل ينزح بدون زاد ولا دليل حتي يرسي به الي مرافئ الامان.. هنا بالقاهره طال المقام حتي كمل السنام والاهل في الغربة اشتد علي رقابهم حبل الحوجة خناق من سؤ الاوضاع يتحملون اكثر من فوق طاقتهم أصبح الحمل ثقيل لا يطاق هل باستطاعتهم جلب اموال تدعم خوجتهم وفي الافق تنعدم بوادر سلام تبين مرت سنه والثانية علي وشك الاقتراب والقادم في رحم الغيب مجهول الوصول ربما تستمر الحرب سنين عددا فمن إين لهم المقدرة والقدرة لمواصلة مشوار الاغتراب والشتات المعذب حد العذاب معادلة معقدة جدا الحرب جعلت الشعب السوداني منزوع الكرامة يتجرع طعم الحنظل وغصة تطعن في الحلق اوجاع . عفوا سادتي ان لم يكن بيدي تقديم ما يكفي فقط انني أموت في الثانية الف مرة حينما اري اهل السودان يتساقطون كاوراق الشجر قبل موسم الخريف. ولم يكن بيدي ومقدوري كيف يكون والحيل مهدود واليد مشلولة ان تنقذ وتنتشل من عمق الهاوية الوضع مزري ومتازم حقا اليم. الرجوع للوطن اضحي شبه المستحيل طالما اصبح بازار لكل تاجر لا وازع ديني له ولا حتي ضمير !!!!!!!غدا حتما يكون القصاص تحت ظل دولة القانون. ..
إرسال تعليق