المشعلجي: حامل شعلة الضوء قبل دخول الكهرباء إلى مصر

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter












كتب صابر الاسمر 

 الزمن الذي سبق قبل دخول الكهرباء إلى مصر، كان للمشعلجي دورٌ حيويٌّ وأساسيّ في حياة الناس، حيث كان يشكّل مصدر النور الوحيد في الشوارع والطرقات ليلاً. ففي غياب الكهرباء، كانت الأزقة تغرق في الظلام، مما يجعل من الصعب التنقل فيها، سواء على المارة أو التجار وأصحاب المتاجر. وهنا جاء دور المشعلجي، الذي كان يحمل مشعله ويسير في الطرقات ليضيء الطريق أمام الناس، مكرّساً وقته لخدمة المجتمع وضمان أمنه في الليل.

دور المشعلجي

كان المشعلجي يحمل بيده مشعلاً كبيراً، يعتمد غالباً على الزيت أو الكيروسين ليبقى مشتعلاً، وكان يتجول على مدار الليل في شوارع الحارات القديمة، خاصة في المدن الكبيرة مثل القاهرة والإسكندرية. وعادةً ما يتبع المشعلجي مسارًا ثابتًا، ويتوقف عند أماكن محددة مثل الأسواق، المساجد، والخانات التي كانت تعتبر مراكز تجمع للسكان.

مسؤولية وأهمية المشعلجي

لم تكن مهمة المشعلجي تقتصر على الإنارة فقط؛ فقد كان يتمتع بمكانة محترمة في المجتمع. فقد كان يضفي الطمأنينة على الناس، ويمنحهم شعوراً بالأمان من خلال الإنارة التي يقدمها. كما كان يشكل شخصية مرحة واجتماعية، يرافقه الأطفال في بعض الأحيان، ويعدّونه رمزاً للشجاعة والعمل الليلي.

أدوات ومعدات المشعلجي

كانت معدات المشعلجي بسيطة ولكنها أساسية. اعتمد على مشعل طويل يحمل في نهايته مصباحًا يعتمد على الزيت أو الشمع، وأحياناً كان يحمل عدة مشاعل ليضمن بقاء الشعلة مشتعلة طوال الليل. وكانت هناك حاجة مستمرة للعناية بالمشعل وتعبئته بالوقود بين الحين والآخر، ما تطلب من المشعلجي أن يكون مستعدًا للتعامل مع النار والحفاظ على سلامته الشخصية.

نهاية دور المشعلجي مع دخول الكهرباء

مع تطور التكنولوجيا ودخول الكهرباء إلى مصر في أوائل القرن العشرين، بدأت مهام المشعلجي تتقلص شيئًا فشيئًا. فقد أصبح بإمكان الحكومة تركيب مصابيح كهربائية في الشوارع، مما وفر إضاءة مستدامة وسهلة التشغيل في جميع الأوقات، ولم يعد هناك حاجة للشخص الذي يتجول بمشعلٍ في الطرقات. ومع ذلك، فإن ذكرى المشعلجي تبقى خالدة في تاريخ مصر وتراثها الشعبي كرمز للبساطة والتفاني في خدمة المجتمع.

المشعلجي في الثقافة الشعبية

بقيت شخصية المشعلجي حيةً في ذاكرة الشعب المصري، ويُستذكر في الحكايات التراثية والأمثال، كرمزٍ للبساطة والتفاني.

اضف تعليق

أحدث أقدم