الشائعات .. حرب لا تنتهى

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter












بقلم ايهاب ثروت 


الإشاعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها. دائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع والباحثين و تفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار.


و للشائعات آثار نفسية و حسية بالغة فبمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة في حين أنها لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية، وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تُزيد أسعار نار الشائعة طلباً لمُبتغياتها، فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صواب وقد يدعمها أحياناً بعض الوجهاء ورجال الدين، وبانتشارها وسيطرتها على عقول المجتمع قد تغير في السلوكيات وفي التعاطي مع أمور مُعينة بالنسبة للأفراد، وقد يصعب إبطالها أحياناً لتفشيها في المجتمع وتشرب المجتمع لها.


كما تلعب الشائعات دورًا خطيرًا في مختلف البيئات، والمجتمعات الإنسانية، قديمًا وحديثًا؛ لذا فإنها تؤثر على الأمن والاستقرار في المجتمع، خاصة في فترات الأزمات والكوارث الطبيعية أو الإنسانية، وكلما زاد الغموض زاد حجم الشائعات وعظُم انتشارها، وتأخذ الشائعات أشكالًا مختلفة تبعًا للأوساط التي تنتشر فيها، وهي تهدِّد تماسك المجتمع وأمنه، وتحرِّك الانفعالات والعواطف لدى الجماهير، وتتنوع خطورة الشائعات مثل أهدافها وأغراضها، فلها أخطار سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية ونفسية، وتبدأ أخطار الشائعات من الفرد الذي يقوم بترويج الشائعة؛ فهو إنسان مهزوز الشخصية، يسعى من خلال الترويج للشائعات إلى تعويض جوانب النقص في شخصيته، وهو أيضًا يتحلى بصفة الكذب، ومعلومٌ خطورةُ الكذب في أي مجتمع، والشائعة لها القدرة على تفتيت المجتمع والصف والرأي الواحد، وتعمل على تضارب الآراء؛ فيصبح المجتمع الواحد والفئة الواحدة أمام الشائعات فئاتٍ متعددة، وتظهر خطورة الشائعات على عقل الإنسان، من خلال الأكاذيب والترويج للأفكار الهدامة، التي تجعل الإنسان أمامها في حيرة من أمره بين التصديق والتكذيب، وخطورة الشائعات أيضًا على الدِّين، بالتشكيك في أصول الدين وأحكام الشريعة، وبث الشبهات والتأويل المذموم، وتكمن أيضًا خطورة الشائعات في خَلْقِ عدم الثقة بين أفراد المجتمع وقيادته الفكرية والعلمية، وذلك من خلال التشكيك في النيات، حتى تخلو الساحة من القيادات العلمية، والسياسية، والاجتماعية التي يحترمها المجتمع، وخطورة الشائعات أيضًا على المال؛ لأن أي مجتمع يسود فيه الخوف من خلال بث الشكوك والشائعات، فهو مجتمع ساكن لا يتحرك ولا ينمو اقتصاديًّا؛ لأن المال والخوف لا يلتقيان، فالشائعات طالما حبست العقول، فكيف لا تحبس المال؟ وبذلك تتأثر مصالح المجتمع، 


و تواجه مصر خطر الشائعات بشكل يومى و متكرر حيث بلغ عدد الاشاعات المتداولة خلال اخر ثلاث اشهر اكثر من ٢١ الف اشاعة و منها ما يتم محاولة اثبات صدقه بفيديو عن طريق تغيير اسبابه و تكذيب مضمونه مثل فيديو قيام احد العاملين بتكسير طبقة اسمنتية لاستبدال كبل كهرباء فى جسم الهرم الاكبر ليقولوا انه يدمر الهرم و يحطمه و كذلك العديد من الشائعات احدثها زيادة اسعار كروت الشحن و هو ما نفاه رئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، محمد شمروخ الذى اكد أنه لا توجد زيادة جديدة حتى الآن في أسعار كروت الشحن بشركات الاتصالات الأربعة 


فمتى تنتهى هذه الحرب المستهدفة منها الدولة المصرية  ؟؟

اضف تعليق

أحدث أقدم