كتب صابر الاسمر
مسرحية "عيلة اتعملها بلوك"
في إطار دوره الرائد في دعم المسرح المصري وصناعة نجوم المستقبل، يقدم الفنان القدير محمد صبحي أحدث مسرحياته بعنوان "عيلة اتعملها بلوك"، التي بدأ عرضها وسط احتفاء جماهيري واسع. ما يميز هذا العمل عن غيره ليس فقط الحبكة المسرحية الساخرة والمثيرة للتفكير، بل أيضًا التوجه المختلف الذي اتبعه صبحي، إذ قرر إعطاء الفرصة لوجوه جديدة من الممثلين الذين لم يحظَ كثيرون بفرصة التعرف عليهم من قبل.
تدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي اجتماعي يناقش قضايا الأسرة المصرية والعلاقات الإنسانية، مع التركيز على المشاكل التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد وعلاقاتهم. يتناول العرض بذكاء فكرة الصراعات العائلية التي يمكن أن تتفاقم بسبب سوء الفهم والابتعاد العاطفي الذي يحدث نتيجة للإفراط في استخدام الهواتف الذكية والتكنولوجيا الحديثة. من هنا، تأتي تسمية المسرحية، حيث يرمز "البلوك" إلى القطيعة التي قد تنشأ حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
نجوم مجهولون... على وشك الشهرة
ما يُضفي طابعًا مميزًا على العمل هو اختيار محمد صبحي لممثلين غير معروفين، لكنهم يملكون موهبة ملفتة تمكنهم من أداء أدوارهم ببراعة وصدق. وبهذا، يسهم صبحي في إعطاء شهادة ميلاد لنجومية جديدة على المسرح، تمامًا كما فعل مع عدد من كبار الفنانين الذين خرجوا من عباءته وأصبحوا من رموز الفن في مصر. ومن خلال تدريبه وإرشاده، يمنح هؤلاء الشباب فرصة لتقديم أفضل ما لديهم أمام جمهور يتعطش للمواهب الحقيقية.
لم يتوقف دور صبحي عند الإخراج فقط، بل شارك أيضًا في بعض المشاهد، ما أضاف نكهة خاصة للعرض، حيث تمكّن الجمهور من متابعة صبحي وهو يتفاعل مباشرة مع الممثلين الشباب، مما يعكس مدى حرصه على دعمهم وإبرازهم.
رسالة المسرحية
لا تهدف مسرحية "عيلة اتعملها بلوك" فقط إلى تقديم الضحك، بل تسعى أيضًا إلى توعية الجمهور بتأثير التكنولوجيا المتزايد على الحياة اليومية والعلاقات. ومن خلال قالب كوميدي ساخر، يحاول صبحي إرسال رسالة قوية حول أهمية استعادة العلاقات الحقيقية والتواصل الإنساني المباشر بعيدًا عن العالم الرقمي الذي قد يُفقدنا العديد من اللحظات المهمة مع أحبابنا.
ردود الفعل الأولى
لاقى العرض ردود فعل إيجابية من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث أشاد الكثيرون بأداء الممثلين الشبان واعتبروه شهادة قوية على إمكانية صعود وجوه جديدة في الفن المصري. وقد أشارت بعض التعليقات إلى أن هؤلاء الممثلين كانوا بمنزلة مفاجأة، خاصة وأنهم لم يظهروا على الساحة الفنية من قبل، إلا أنهم قدموا أداءً عالي المستوى مما أثار إعجاب الحاضرين.
ختامًا، يواصل محمد صبحي أداء دوره الريادي في المسرح، بإعطاء فرصة للموهوبين وتقديم محتوى فني يرتقي بالذوق العام، مسلطًا الضوء على قضايا اجتماعية مهمة ومثيرًا للتأمل، مما يجعل "عيلة اتعملها بلوك" أكثر من مجرد عرض مسرحي، بل تجربة تمزج بين الترفيه والتوعية، وشهادة ميلاد حقيقية لنجوم المستقبل.
إرسال تعليق