التصعيد التجاري يضع الاقتصاد الصيني تحت الضغط

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter









 

كتب / دكتور محمد الفاتح 




تواجه الصين ضغوطًا متزايدة وسط تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، بعد إعلان واشنطن عن رسوم جمركية إضافية طالت شريحة واسعة من المنتجات الصينية. ويضع هذا التصعيد الاقتصاد الصيني في قلب عاصفة جديدة، وسط تحديات متنامية تتعلق بالتصدير، وسلاسل الإمداد، والنمو الاقتصادي.



 أعلنت الولايات المتحدة عن مضاعفة الرسوم الجمركية على سلع صينية، في أقل من أسبوع ،بينما ردت بكين بفرض رسوم تصل إلى 84% على الواردات الأميركية، تشمل قطاعات حيوية مثل الآلات، الزراعة، وأشباه الموصلات.


وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” إنه أذن بتعليق مؤقت لمدة 90 يومًا لبعض الرسوم الجمركية على دول أبدت رغبة في التفاوض، في حين رفع التعريفة المفروضة على الصين إلى 125%، متهمًا بكين بعدم احترام قواعد السوق العالمية.


ويعد أعلان  بكين عن رسوم جمركية انتقامية بنسبة تصل إلى 84% على السلع الأميركية، رفع هذا الرد  التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم إلى مستوى غير مسبوق. ووفق صحيفة فايننشال تايمز، ستتجاوز الرسوم الجمركية الصينية على السلع الأميركية حاجز الـ100%، ما قد يؤدي إلى ركود في قطاعات الزراعة والطاقة الأميركية.


على الجانب الصيني، أبدت مؤسسات اقتصادية عالمية قلقها من تأثير هذه الرسوم على النمو. فشركة سيتي قروب خفّضت توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني من 4.7% إلى 4.2%، مشيرة إلى محدودية فرص التوصل لاتفاق قريب مع واشنطن. واتبعتها شركة Natixis بنفس النسبة، فيما حذر كل من مورغان ستانلي وغولدمان ساكس من تزايد المخاطر رغم إبقائهما على التوقعات عند 4.5%.


تؤثر الرسوم الأميركية سلبًا على صادرات رئيسية، مثل الإلكترونيات الاستهلاكية والمنسوجات، حيث تعتمد هذه الصناعات بشكل كبير على السوق الأميركي. كما أن تراجع تنافسية المنتجات الصينية بفعل التعريفات العالية قد يؤدي إلى خسائر في الوظائف، وتباطؤ إضافي في النمو، خاصة مع سعي الصين لتحقيق هدفها بنمو 5% في 2025.


الكاتبة الصينية سعاد ياي شين هوا ق “في تصريحات لوكالات أنباء عالميه ” قالت  إن الرسوم الأميركية ستُحدث صدمات قصيرة الأجل للصين، ولكنها قد تدفع إلى تغييرات هيكلية طويلة الأمد، مؤكدة أن بكين تمتلك الأدوات والعزيمة لمواجهة أي تصعيد إضافي من واشنطن.


وأشارت إلى أن الصين لا ترغب في الانخراط في حرب تجارية، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن حقوقها الاقتصادية، موضحة أن العلاقة التجارية بين بكين وواشنطن أساسية للتنمية الاقتصادية العالمية، ولا بد من معالجتها بتوازن.



يرى بعض الاقتصاديين أن التصعيد الحالي هو بمثابة “استعراض عضلات” في الجولات الأولى من الصراع، بحسب وصف كبير اقتصاديي آسيا في بنك HSBC، فريد نيومان، الذي شبه الموقف بمباراة ملاكمة مرهقة، مؤكدًا أن الجانبين سيبدآن البحث عن مخرج بعد استنزاف الموارد، ما يفتح باب التفاوض مجددًا.



 وفي خلاصه القول نجد ان التوتر التجاري بين واشنطن وبكين يتجه نحو مزيد من التعقيد، ما يهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية، ويزيد الضغوط على نمو الاقتصاد الصيني. وبينما تسعى بكين لتعزيز طلبها المحلي واستقلالها التكنولوجي، يبدو أن الحل لا يزال مرهونًا برغبة الطرفين في التفاوض، قبل أن تدخل الحرب التجارية في جولات أكثر حدة

اضف تعليق

أحدث أقدم