كتب محسن محمد
خطف، واغتصاب، ومخدرات... حين يتحول المجتمع إلى ساحة فوضى
كل يوم نستيقظ على خبر أبشع من سابقه: طفلة خُطفت من أمام مدرستها، فتاة اُغتصبت على يد جارها، شاب مات بجرعة مخدر. المشهد لم يعد استثناءً، بل أصبح جزءًا من روتيننا اليومي. ووسط هذا السيل من الكوارث، يظل السؤال المؤلم معلقًا في رقابنا جميعًا: إحنا رايحين على فين؟
هل أصبحنا نعيش في غابة لا قانون فيها إلا البقاء للأقوى؟ هل اختفت مفاهيم الأمن، والرحمة، والمسؤولية من قاموسنا؟ نحن لا نتحدث هنا عن حالات فردية، بل عن ظواهر متكررة تنذر بانهيار أخلاقي ومجتمعي حقيقي.
مجتمع بلا أمان
حين تخاف أم على ابنتها من المدرسة، ويُمنع طفل من اللعب في الشارع، ويُنصح الشاب "يخلي باله من نفسه" في كل خطوة، فاعلم أن الأمان مات، ودفنّاه بأيدينا. غياب الردع الحقيقي، وتراخي تطبيق القانون، جعل المجرم يطمئن، والضحية تصمت.
قيم تنهار بصمت
السكوت المجتمعي جريمة أخرى. نصمت عن الاغتصاب بحجة "الفضيحة"، ونتجنب الحديث عن المخدرات لأننا "ناس محترمة"، ونتعامل مع أخبار الخطف كأنها لا تعنينا. هذه الثقافة السلبية هي الوقود الذي يغذي الجرائم، ويجعلها تتكرر بلا رادع.
من المسؤول؟
كلنا مسؤولون. الأسرة التي تخلّت عن دورها التربوي، المدرسة التي تحوّلت إلى مجرد مبنى تعليمي، الإعلام الذي يُطبع العنف ويُغري بالانحراف، والمسؤول الذي يرى كل شيء ولا يتحرك إلا بعد الكارثة. نحن ندفع اليوم ثمن تربية مهملة، وتعليم هش، وقيم مهترئة.
هل من أمل؟
نعم، لكن بشرط: أن نعترف أن هناك خللًا، وأن نتحرك لإصلاحه. نحتاج إلى حملة مجتمعية شاملة تبدأ من البيت، تمر بالمدرسة، وتُفرض بالقانون. نحتاج إلى إعلام يربي لا يفسد، إلى قدوات حقيقية، إلى صوت عاقل يقول: "كفاية سكوت".
إحنا رايحين على فين؟
رايحين على طريق مظلم، إلا إذا وقفنا لحظة وسألنا: هل ما زال فينا ضمير حي
إرسال تعليق