كتب : عطيه فرج
خلفية الأزمة: تصاعد التصريحات المثيرة للجدل
أثار وزير التراث الإسرائيلي أميجاي إلياهو موجة استنكار دولية بعد تصريحاته المثيرة للجدل، التي دعا فيها إلى قصف مخازن الطعام في قطاع غزة، معتبرًا أن "تجويع السكان" وسيلة لمواجهة حركة حماس. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة مع القناة السابعة الإسرائيلية، حيث أكد إلياهو أن "لا مشكلة في استهداف مخزون الطعام التابع لحماس"، مضيفًا: "يجب أن يتضوروا جوعًا. وإن خشي المدنيون على حياتهم، فعليهم الهجرة".
إسرائيل وحصار المساعدات: استمرار الأزمة الإنسانية
منذ أكثر من شهرين، أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية* إلى غزة، متهمة حماس باستغلالها لتعزيز نفوذها. لكن الحركة الفلسطينية نفت هذه الاتهامات، ووجهت بدورها اتهامات لإسرائيل بـ"استخدام التجويع كسلاح حرب"، في إشارة إلى الحصار المشدد الذي يُفاقم معاناة مليوني مدني في القطاع.
إحصاءات مروعة: أعداد الضحايا تتزايد
بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن حصيلة الضحايا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 تجاوزت 52,567 قتيلًا و118,610 مصابًا، بينهم أطفال ونساء. هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يُعانيها القطاع، وسط عجز المنظمات الدولية عن توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء.
ردود فعل حماس: رفض التفاوض واستنكار "حرب الإبادة"
ردًا على التصريحات الإسرائيلية، أعلن باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحماس، رفض الحركة استئناف محادثات التهدئة مع إسرائيل "طالما استمرت حرب التجويع والإبادة". وأكد في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوقف "الجريمة المنظمة" ضد المدنيين، ورفع الحصار المفروض منذ سنوات.
مصر تدعو للتدخل: ضغوط دولية لإنقاذ غزة
انضمت مصر إلى جهود الضغط الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل" لمواجهة الخطط الإسرائيلية في غزة. وحذرت القاهرة من أن استمرار الحصار وتجويع السكان قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، مما يهدد بموجة نزوح جماعي أو تفشي أمراض مُعدية.
تتصاعد الاتهامات بين الجانبين: فبينما تُصر إسرائيل على أن حماس تستغل الموارد لتمويل عملياتها العسكرية، تؤكد المنظمات الحقوقية أن تقييد إدخال الغذاء والدواء ينتهك القانون الدولي الإنساني. وأصدرت الأمم المتحدة تحذيرات متكررة من مجاعة محتملة في غزة، خاصة مع تدمير البنية التحتية وندرة المياه الصالحة للشرب.
مستقبل غزة: تساؤلات حول الحلول المستدامة
في ظل تصاعد العنف وتراجع فرص التفاوض، تبرز تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حلول سياسية تُنهي الأزمة. يُطالب الفلسطينيون برفع الحصار بشكل كامل وتمكين القطاع من إعادة الإعمار، بينما تشترط إسرائيل نزع سلاح حماس. وفي خضم هذا الجمود، يبقى المدنيون هم الضحايا الأكبر لاستمرار الصراع.
إرسال تعليق