الخلاف القائم بين ترامب و نتنياهو

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter











- كتبت / سناء عمران 

- الخلاف بين ترامب و نتنياهو لم يعد سرآ أم هو خلاف بين بائع و مشتري ؟ لكنه يبدو غريباً و مثير للدهشة لأن ترامب هو أكبر صديق لإسرائيل لذا يحتاج الخلاف بينهما إلى تفسير ، و لكن قبل ذلك من المهم تحديد طبيعة الخلاف بين ترامب و نتنياهو هذا الخلاف ليس بين إسرائيل و أمريكا . ليست هذه هي المرة الأولى التي ينشب فيها الخلاف علني بين الجانبين حدث ذلك كثيرآ لكن لم يتحول إلى قطيعة بينهما . إن الخلاف الحالي لا يعني أن أمريكا ستتخلى عن إسرائيل و حتى مطالبتها بوقف الحرب طالما لم تحسمها غير مقرون بأي تهديد أو عقوبات لاجبارها على ذلك ، قتل الفلسطنيين لا يزعج ترامب لكن الحرب تعرقل مشاريعه لذا يريد وقفها . ظهرت الأزمة فى القرارات التي إتخذها ترامب و صدمت نتنياهو الذي علم ببعضها من وسائل الإعلام و فى مقدمتها الهدنه مع الحوثيين لوقف هجماتهم على القوات الأمريكية فقط دون وقف إستهداف إسرائيل . و كانت الصدمة الكبرى بالكشف عن المفاوضات مع إيران حول إتفاق نووي جديد ، تلقى نتنياهو صفعه أخرى بنجاح من ترامب فى تحرير الجندي الأمريكي المحتجز لدى حماس بعد مفاوضات مباشرة معها و دون أن تشمل الصفقة الأسرى الإسرائيلين . و خلال جولته الخليجية الأخيرة التى لم تشمل زيارة إسرائيل كانت هذه بمثابه صفعه على وجهه  و الأكثر من هذا الذي جعل نتنياهو فى حالة من الجنان هو إستقبال ترامب للرئيس السوري و إعلانه رفع العقوبات عن بلاده ، و هو ما يفسد خطط إسرائيل لا يمكن إعتبار كل ذلك مصادفه . ترامب تجاهل نتنياهو بالفعل بل أهانه و تعمد تهميشه . فماذا فعل ذلك ؟ و يستدل من كل هذا الأحداث أن أمريكا أولآ و ليس إسرائيل كما أن إصرار ترامب على إتفاق مع إيران هو ما يعتبره نتنياهو كارثه حقيقيه و تهديداً لوجوده . إن ترامب كرجل أعمال لا يهتم و لا يفهم سوى لغه المال و الصفقات و لا يشغل نفسه بالتعقيدات السياسيه و هو يريد سياسته الخارجية على هذا الأساس ، فى هذا الإطار جاءت جولته الأخيرة فى الخليج التي كرسها لحصد الأرباح دون إبداء إهتمام حقيقي بالقضايا السياسية العالقه . و في حديث الصفقات و التريليونات تتراجع أهمية نتنياهو بل إسرائيل كلها بالنسبه لترامب  ، و ليس سرآ أن جزء أساسيآ من دوافعه للإتفاق مع إيران هو فتح أسواق ضخمه أمام الشركات الأمريكية . إن نتنياهو فشل فى كل شئ و هو ما يعني أنه قاب قوسين أو أدنى من دخول السجن إذا أدين بتهم الفساد التى يحاكم بشأنها حالياً و أن حربه على فلسطين و القضاء على حماس لم تعد تغري أحدآ و كأنها بضاعه فاسدة . لذلك أكتشف ترامب إنه ليس هناك ما يمكن شراءؤه من نتنياهو . لماذا يمول حربآ أبدية ؟ و لماذا يتورط معه فى حرب جديدة ؟ ، و بما أنه لا مجال لصفقات رابحه معه فلينتظر شريكاً أخر بدلاً من هذا البائع الفاشل .

1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم