الوجه الآخر للذكاء الاصطناعي: تهديدات خفية تلاحق الإنسان"

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter










 

الكاتب  محمد الشامى 


رغم ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من فرص وتسهيلات غير مسبوقة في مجالات متعددة، من الطب إلى الصناعة، إلا أن له جانبًا مظلمًا بدأت معالمه تتكشف يومًا بعد يوم، مهددًا الإنسان على مستويات عدة: نفسية، اجتماعية، ومهنية.


أول هذه الأضرار يكمن في تهديد الوظائف، حيث أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي قادرة على أداء مهام كانت حكرًا على البشر، مثل الترجمة، تحليل البيانات، وحتى كتابة المقالات. هذا أدى إلى قلق واسع النطاق من فقدان ملايين الوظائف حول العالم، خصوصًا في المجالات التي تعتمد على الروتين.


من ناحية أخرى، فإن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا يقلل من قدرات الإنسان المعرفية والإبداعية. فكلما زاد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، تراجعت قدرة الفرد على التفكير النقدي وحل المشكلات بنفسه.


ولا يمكن إغفال الأثر النفسي والاجتماعي، حيث تسهم تقنيات مثل الروبوتات والمساعدات الذكية في زيادة العزلة، خصوصًا لدى الفئات العمرية الصغيرة. هذا إلى جانب الخطر المتعلق بـ الخصوصية، إذ تجمع أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات الشخصية، مما يجعلها عرضة للاستغلال أو التسريب.


أما أخطر ما في الأمر فهو إمكانية تطور الذكاء الاصطناعي ليصبح خارج السيطرة البشرية، وهو ما يحذر منه كبار العلماء مثل ستيفن هوكينغ وإيلون ماسك، الذين يعتبرون أن الاستخدام غير المنظم للذكاء الاصطناعي قد يقود إلى تهديد وجودي للإنسانية.


في نهاية المطاف، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيف ذو حدين، والرهان الحقيقي ليس في إيقافه، بل في تنظيمه وتوجيهه بما يخدم الإنسان، لا ما يهدده.

اضف تعليق

أحدث أقدم