بقلم طارق هيكل
فى زمن الحروب والفتن لا تكون المعارك على جبهات القتال فقط.. بل تمتد الى العقول والقلوب
فالاشاعات والاكاذيب تتحول الى اسلحة خفية تزرع الشك والتخوين وعدم الثقة.. وتقلب الحقائق وتقوض الثقة بين الافراد وحكوماتها وكذالك الجنود وقادتهم
بل حتى بين الانسان ونفسة..
الحروب الحديثة لم تعد تعتمد فقط على الدبابات والطائرات بل اصبح الاعلام ومواقع التواصل اخطر من مواقع القتال حيث الرسائل المفبركة والاكاذيب جذءا اساسيا من معادلة الصراع.. فالمعلومات الذائفة قد تحدث ما لا تفعلة القذائف والقنابل فهى تفكك الصفوف وتزرع الفتن والشك وتخلق البلبلة فى احلك اللحظات.
وغالبا ما تتخفى الاشاعة خلف عنوان مثير او صور مفبركة او تسجيل صوتى منسوب لشخصية معروفة او مرموقة ومع انتشار السوشيل ميديا والوسائل الرقمية الحديثة اصبح تداول الاكاذيب اسرع من القدرة على نفيها.. ففى خلال دقائق تنتشر اشاعة عن سقوط مدينة او استسلام وهزيمة جيش او انشقاق جنود او هروب رئيس فتحدث موجة زعر قبل ان يثبت عدم صدقها
الاشاعات لا تأتى صدفة او من فراغ بل تدار من غرف مظلمة تابعة لجهات معاديه تهدف الى كسر إرادة الناس والتاثير على معنوياتهم وزعزعة وحدة الصف والتشكيك فى كل شىء.
ورغم خطورة الاشاعات وقت السلم الا ان الخطر الاكبر فى وقت الحروب ولابد من مقاومة هذة الاشاعات من خلال الوعى وعدم تصديقها والتحقق من المصادر والرجوع الى الجهات الرسمية وعدم نقل او نشر اى اخبار غير اكيدة..
المواطن والفرد اليوم هو اهم جذء من منظومة الدفاع ودورة لا يقل عن الجندى فى ارض المعركة حين يرفض ان يكون اداة لنشر الكذب والفتن والاشاعات..
واخيرا الحروب لا تقتل فقط الاجساد بل تستهدف الوعى ايضا لذا وجب علينا ان نحصن عقولنا ونفكر قبل ان نشارك ونتحقق قبل ان نصدق منشور او صور ففى زمن الضباب يكون النور هو الحقيقة.. والحقيقة لا تبنى الا بالوعى واليقظة والمسئولية..
حفظ الله مصر
إرسال تعليق