بقلم محمد اليماني
الكلمة الخبيثة سهم مسموم يخترق القلوب قبل أن يصل إلى الآذان وهي لا تجرح جسدًا وإنما تفتك بالنفوس وتهدم القيم وتزرع الفتن وتوقد نار الحقد والبغضاء بين الناس فكم من كلمة خبيثة فرقت بين أخ وأخيه أو بين صديقين أو حتى بين الزوج وزوجته وكم من كلمة جارحة أودت بشاب إلى الانحراف أو دفعت إنسانًا إلى الاكتئاب أو الانتحار إن أثر الكلمة الخبيثة لا يتوقف عند لحظة نُطقت فيها بل قد تمتد تبعاتها لسنين طويلة وربما لأجيال متعاقبة وهي لا تحتاج إلى سلاح أو قوة بل يكفي أن تخرج من لسان غير مسؤول أو قلب حاقد أو عقل جاهل فتنشر سمها في المجتمع كله الكلمة الخبيثة تفسد العلاقات وتضعف الروابط الاجتماعية وتغذي الشائعات والكراهية وتؤدي إلى تفكك الأسر وضياع القيم وتدهور الأخلاق لذلك فإن مسؤولية الكلمة تقع على عاتق كل فرد في المجتمع ويجب أن يزن الإنسان كلماته قبل أن ينطق بها وأن يتذكر أن الله سبحانه وتعالى قال ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد فليكن اللسان أداة للبناء لا للهدم وللإصلاح لا للإفساد وللتقريب لا للتفريق ولنحرص جميعًا على غرس الكلمة الطيبة بدلًا من الخبيثة لأنها كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها أما الكلمة الخبيثة فهي كالشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار فليختر كل منا ما يريد أن يزرع في مجتمعه وليكن مسؤولا عن أثر كلماته كما هو مسؤول عن أفعاله
إرسال تعليق