بقلم احمد سمير عطالله
في ظل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، شهد معبر طابا الحدودي بين مصر وإسرائيل موجةً من الهروب الجماعي للإسرائيليين الذين يسارعون إلى مغادرة البلاد خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية واندلاع حرب شاملة. المشاهد التي التقطتها كاميرات الصحفيين أظهرت طوابير طويلة من المركبات والعائلات الإسرائيلية المتجهة نحو المعبر، في محاولة للبحث عن ملاذ آمن خارج الحدود.
خوف من رد إيراني غير متوقع
بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على الأراضي الإيرانية، زادت المخاوف من رد فعل إيراني عنيف قد يشمل ضربات صاروخية أو هجمات بواسطة الطائرات المسيرة، مما دفع العديد من الإسرائيليين إلى اتخاذ قرار مغادرة البلاد، خاصةً مع تزايد التهديدات الإيرانية بالانتقام. وأظهرت تقارير إعلامية أن بعض الإسرائيليين يحملون حقائب طوارئ خشية تفاقم الموقف، بينما يفضل آخرون الانتظار في دول مجاورة مثل مصر أو الأردن حتى تهدأ الأجواء.
ازدحام غير مسبوق في معبر طابا
أفاد مراسلون ميدانيون بأن المعبر شهد ازدحاماً كبيراً خلال الساعات الماضية، مع تأخير في إجراءات العبور بسبب الأعداد المتزايدة من الراغبين في المغادرة. وقال أحد المسؤولين المصريين إن السلطات تتعامل مع الوضع بحذر، مع التأكيد على اتباع الإجراءات الأمنية المعتادة لمنع أي توتر إضافي.
استعدادات إسرائيلية لسيناريوهات متطورة
من جانبها، حذّرت الحكومة الإسرائيلية المواطنين من الذعر، لكنها في الوقت نفسه عززت أنظمة الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" تحسباً لأي هجمات. كما أعلنت عن فتح ملاجئ الطوارئ في عدة مدن، بينما يتساءل الكثيرون عن مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على حمايتهم في حال تصاعد الضربات المتبادلة.
تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي
يأتي هذا التحرك الجماعي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توتراً غير مسبوق، حيث تُراقب الدول العربية والعالمية الموقف عن كثب خشية امتداد النزاع إلى دول الجوار. وتزداد المخاوف من أن يؤدي أي تصعيد إضافي إلى حرب إقليمية واسعة، خاصة مع وجود قوات أمريكية في المنطقة ودعم غربي واضح لإسرائيل.
في النهاية، يبدو أن مشاهد الهروب عبر طابا تعكس حالة القلق السائدة بين الإسرائيليين، الذين يفضلون المغادرة مؤقتاً على مواجهة مخاطر حرب قد تطال مدنهم في أي لحظة. بينما يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح الدبلوماسية في تهدئة الأجواء، أم أن المنطقة على وشك دخول مرحلة جديدة من العنف؟
إرسال تعليق