كتب : حسين قدفي
في ظل تزايد المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون حول العالم، خاصة في مناطق النزاعات والحروب، تبرز قضية حماية الصحفيين كأحد أهم القضايا الحقوقية والإنسانية. فالمراسلون والمصورون والمحررون هم شهود العيان على الأحداث، وغياب الحماية لهم يعني تغييب الحقيقة عن الرأي العام.
الإطار القانوني الدولي
اتفاقيات جنيف لعام 1949 تنص على أن الصحفيين المدنيين يتمتعون بحماية خاصة أثناء النزاعات.
- قرار مجلس الأمن 2222 (2015) شدد على ضرورة حماية الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أكد على حق حرية التعبير ونقل المعلومات دون قيود.
المخاطر التي يواجهها الصحفيون
الاستهداف المباشر: القتل أو الإصابة خلال التغطية، كما حدث في استهداف عدد من مراسلي قناة الجزيرة في غزة مؤخرًا.
الاعتقال التعسفي: احتجاز الصحفيين أو منعهم من العمل في بعض الدول.
الرقابة والمصادرة: تقييد النشر أو مصادرة المعدات والمواد المصورة.
التهديدات الإلكترونية: القرصنة، والتجسس على الاتصالات، وحملات التشويه على الإنترنت.
أساليب الحماية الميدانية
معدات الحماية الشخصية: خوذات ودروع واقية تحمل شارة "صحافة".
التخطيط الأمني: دراسة المنطقة، تحديد نقاط آمنة وخطوط انسحاب.
التدريب المسبق: على الإسعافات الأولية والتعامل مع إطلاق النار أو الغاز المسيل للدموع.
الحماية الرقمية
استخدام برامج تشفير للرسائل والمكالمات.
الاعتماد على شبكات VPN لتجنب التتبع.
الحذر من الروابط المشبوهة والاختراقات.
مسؤولية الحكومات والمؤسسات
على الحكومات احترام التزاماتها الدولية وضمان بيئة آمنة للصحفيين.
على المؤسسات الإعلامية توفير التأمين، التدريب، والدعم القانوني للصحفيين العاملين في مناطق الخطر.
مكافحة الإفلات من العقاب
الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الجرائم. لذلك، من الضروري:
توثيق الانتهاكات بدقة.
رفع القضايا أمام المحاكم الوطنية أو الدولية.
الضغط الحقوقي والإعلامي حتى تتحقق العدالة.
اخيرا :
يعتبر الصحفي من أصحاب المهن النبيلة، فهو شاهد الحقبة ومؤرخ اللحظة، ويتعرض للمخاطر أثناء قيامه بعمله، لذلک تکفل معظم القوانين الحماية للصحفيين من منطلق حماية حرية الرأى والتعبير، حيث إن حرية الصحافة هى جزء لا يتجزأ من حرية الرأى والتعبير التي هى حق من حقوق الإنسان کفلتها المواثيق الدولية، فضلا ًعن دساتير دول العالم.
حماية الصحفيين ليست مطلبًا نقابيًا أو مهنياً فحسب، بل هي حماية للحقيقة وحق المجتمع في المعرفة. فالصحافة الحرة والآمنة هي حجر الأساس لأي ديمقراطية حقيقية، والتقصير في حماية من يحملون الكلمة والصورة هو تقصير في حماية الحقيقة ذاتها.



إرسال تعليق