كتب. طاهر عنتر
أقام مجمع إعلام أسيوط التابع للهيئة العامة للاستعلامات.اليوم ندوة تثقيفية مكبرة للحد من انتشار الشائعات والمشاركة في ترويجها بدون علم مستخدماً الذكاء الاصطناعي والذي يحولنا إلى «وقود» للتخريب الاقتصادي والاجتماعي
لم يعد نشر الشائعات مجرد هوس لأفراد، بل تحوّل إلى صناعة متقنة بمواصفات عالمية،
تُدار من خلال أقوى التقنيات الحديثة .
كما أوضح الدكتور أيمن محمد عياد مدير معهد تكنولوجيا المعلومات
ان الذكاء الاصطناعي نجح في اختراق عقولنا ومشاعرنا، ليحولنا دون أن نشعر إلى مشاركين في تدمير اقتصادنا ومجتمعنا العظيم .
كما وضع أسس وحلول تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في نشر الشائعات و التحديات
وذلك بحضور 150 مشاركًا يمثلون قطاعات التعليم، الصحة، البيئة، الزراعة، الطب البيطري وشباب الجامعات.
وحذر الدكتور أيمن عياد من وقوع الملايين في هذه الصناعة الخطيرة، مشيرا إلى ارتفاع معدلات انتشار الشائعات بنسبة مذهلة بلغت 54%، مشيرًا إلى أن الزيادة لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة استغلال منهجي لوسائل التواصل الاجتماعي، يقوم على استهداف حسن النية لدى المستخدم العادي، وتحويله إلى ناقل مجاني لأخبار مزيفة، تُصنع بعناية فائقة لتحقيق أهداف تخريبية.
التعمق المعلوماتي وتحليل الخطر
أوضح مدير معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات بجامعة أسيوط أن الشائعات لم تعد تقتصر على خبر كاذب فقط، بل تطورت إلى فن يستغل جزءًا ضئيلًا من الحقيقة، ثم يبني حوله اختلاقات غير واقعية، بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف الخبيثة، ومنها إضعاف الأفراد إنتاجيًا ونفسيًا، ونشر قيم سلبية تفتت تماسك المجتمع، وبث الكراهية بين الطبقات والفئات الاجتماعية والانتماءات المختلفة، وتوجيه ضربات موجعة للاقتصاد عبر التأثير على سوق المال، وإلحاق خسائر فادحة بالشركات، أو التلاعب بالأسعار وإشعال الأزمات، أو إحداث تأثير سياسي سلبي لصالح أجندات خارجية، بهدف إضعاف ثقة المواطن في مؤسساته.
وحذر الدكتور أيمن محمد عياد من أن الخبر السلبي أو القصة المحبطة يتم هندستها بعناية لاستثارة الشكوك، ودفع المستخدم للمشاركة العاطفية، مستغلةً المشاعر الدينية والوطنية والاجتماعية، داعيًا الجمهور إلى التوقف فورًا أمام أي محتوى مثير أو غير منطقي أو يبدو صحيحا وجذابا ومؤثرا، ومن ثم عدم مشاركته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
آليات الجريمة الإلكترونية والتحذير من المخاطر
لفت أيمن عياد إلى أن الحرب لم تعد تقليدية، فالدول والشركات العابرة للقارات تنفق المليارات على تقنيات التضليل. وتوظف برامج التجسس عبر الألعاب أو الروابط الوهمية والتي تدّعي توزيع جوائز أو منح، لجمع البيانات الشخصية للمستخدمين، والتي تُباع بعد ذلك لأجهزة استخبارات أجنبية، لاستخدامها في شن حملات تأثير ممنهجة.
وشدّد على أن المواطن المصري، في ظل غياب التوعية الأمنية السيبرانية الكافية، أصبح هدفًا سهلًا، حيث يسهل اختراقه واستغلال بياناته، مما يُمكّن الأجهزة المعادية من تحقيق أهدافها التخريبية بسهولة كبيرة.
الحلول والتوعية العملية
من جانبها، أوضحت الإعلامية فاطمة أحمد حسين أن الندوة شملت تدريبات عملية مكثفة للحضور على كيفية كشف الفيديوهات والصور المُزيفة والمحرفة، وفنون التعرف على الأخبار المضللة، وكيفية تحليل المحتوى المشبوه، والطرق غير المباشرة التي يستخدمها صناع الشائعات.
وأضافت أن الحل يبدأ بـعدم الموافقة على تصريحات استخدام البيانات الشخصية بشكل عشوائي، والحذر من الإعلانات والهدايا الوهمية، والتحقق دائمًا قبل المشاركة.
في السياق ذاته، أعلنت عبير جمعة، مدير مجمع إعلام أسيوط، أن هذه الندوة تأتي ضمن حملة كبرى للتوعية بمخاطر الشائعات، برعاية الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، مشيرة إلى خطة لتعميم هذه الحملة على المدارس والجامعات والنوادي الشبابية في جميع أنحاء المحافظة.
وشددت على أن المستهدفين بهذه الهجمات المضادة كما في لقاء اليوم هم صناع الرأي والمؤثرون في قطاعاتهم، بهدف الإحالة دون تقويض الثقة بين المواطن والدولة، ومنع الإحباط المجتمعي، وتقويض الأهداف السلبية تجاه إلحاق الخسائر بالاقتصاد الوطني، وهو ما تم تحليله عبر عشرات الأمثلة الواقعية للشائعات التي تم تفكيكها وكشف آلية عملها عبر احترافية التصنيع سواء البشري أو بواسطة آلات الذكاء الاصطناعي.
إرسال تعليق