كتبت عباسه مصطفى حسين
مغامرة الهجرة عبر المتوسط مخاطرة يقدم عليها شباب السودان من الجنسين بفعل تداعيات الحرب في بلادهم .. وبينما الامر كذلك فقد حوالي ٥٠ شابا سودانيا حياتهم وهم يحاولون عبور المتوسط قبالة السواحل الليبية وتلاهم هلاك ٦١ سودانيا في أحدث حوادث الهجرة لاوروبا ... تردي الأوضاع الأمنية والصحية والمعيشية والإنسانية جعل الفرار إلى القارة العجوز حلا وليس مجرد حلم ..حالة الإستعداء تبعا للقبيلة أو الجهة الجغرافية للإنتماء أو الرأي السياسي ظلت تهدد الإنسان في حياته وإستقراره ..قانون الوجوه الغريبة يلقي بظلال سالبة ومأساوية لمن رغب بالتواجد في منطقة تحت سيطرة أي من أطراف الصراع إذا كان يحمل ملامح محددة ...خاصة مع عدم وجود بارقة أمل في إنتصار طرف على الآخر أو بداية مفاوضات تفضي إلى إنهاء الحرب التى تدخل عامها الثالث . . قوارب الموت أهون من الموت بقصف الطائرات أو تدوين المدافع أو الرصاص .. مع إتهامات بإستخدام أسلحة كيميائية في الصراع...إنتشار الأوبئة والأمراض وتدمير البنية التحتيه وعدم توفر الخدمات كل ذلك جعل مغامرة عبور المتوسط مجرد رحلة قد تصيب بالوصول أو تخطئ بالموت .. وما لجرح بميت إيلام .
دول المنشأ التي يفر أهلها منها لم تقدم لمواطنيها سوى المعاناة ودول العبور تعاني من عدم قدرتها على مكافحة الهجرة غير الشرعية بسبب تفشي الفساد وضعف الإمكانيات لمراقبة السواحل ونشاط عصابات الإتجار بالبشر .. بينما محطات الوصول تحكمها القوانين ...
خطوات الحل تكمن في تمكين دول المنشأ من معالجة مشكلات التنمية المستدامة وتحقيق قدر مقبول من العدالة الإجتماعية والخدمات الحياتية
بما يجعل من مخاطر الهجرة مغامرة لا تستحق العناء
كما يجب على أوروبا التنسيق وتبادل التدريب مع دول العبور لتمكينها من الحد من الهجرة غير الشرعية
ودول الوصول يمكنها فتح بوابات الدخول الرسمي والقانوني بما يسمح بالحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
إرسال تعليق