إسرائيل تقصف الدوحة وتستهدف قيادات بارزة فى حماس .

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter









 

كتب/ماجد شحاتة 

في تطور غير مسبوق، نفّذت إسرائيل غارة جوية دقيقة على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة قادة من حركة "حماس" كانوا مجتمعين لمناقشة مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار. الغارة، التي حملت اسم "قمة النار" أو "Operation Summit of Fire"،  وبمشاركة خمسة عشر طائرة إسرائيلية شملت ضرب مقر قيادي لحماس في الدوحة، فيما تصاعد الدخان فوق ضاحية كاتارا وسمعت انفجارات عدة في أرجاء العاصمة.


وأصدرت إسرائيل بيانًا عسكريًا أكدت فيه أن الاستهداف استهدف كبار قادة حماس، من بينهم خليل الحية وزاهر جبارين، معتبرة أن هذه القيادات "قيادات إرهابية لا مكان لها آمنًا"؛ مؤكدة أن العملية كانت "إسرائيلية مستقلة بالكامل"، بعد "تحذير أخير" أطلقه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى حماس.


رغم ذلك، أكدت مصادر داخل حماس أن جميع القادة المستهدفين نجوا من الغارة ولم يصبهم أي أذى، ما نفى الأنباء التي تحدثت عن سقوط قتلى بارزين بينهم، وأسقط محاولة اغتيال "رأس المفاوضات" من الحسابات.


وقد وقعت هذه الغارة في لحظة حساسة للغاية، بعد يوم واحد فقط من تقارير صحفية أجنبية تفيد بأن قطر كانت تضغط على حماس للموافقة على العرض الأميركي لوقف إطلاق النار، كما ذكر مراقبون أن الهدف من الهجوم كان قطع أي تقدّم في مسار التفاوض بشكل جذري.


ولم يقتصر الأمر على حماس، إذ بلغت الغارة أرواحًا مدنية، حيث أعلن قصر الداخلية القطري سقوط ضابط أمني قطري وإصابه بعض رجال الأمن؛ فيما فتحت السلطات تحقيقًا رسميًا في الحادث وهددت باتخاذ الإجراءات المناسبة، مؤكدة وقوفها بحزم لحماية سيادتها.


وعلى المستوى الدولي، شجب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربة، واصفًا إياها بأنها "انتهاك صارخ لسيادة قطر ووحدة أراضيها"، داعيًا جميع الأطراف إلى استئناف مشاورات وقف إطلاق النار بدلًا من تدميرها.


كما أصدرت دول عربية عدة مثل السعودية والإمارات ومصر بيانات إدانة قوية للعملية، فيما عبر البابا ليو عن قلقه من خطورة تطور الأحداث.


مع تصاعد التوترات، تبرز تساؤلات حول تفعيل منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والقطرية أثناء وقوع الغارة— خاصة مع وجود قاعدة "العديد" الأميركية الكبرى بالقرب من موقع الانفجار— وأسباب التقاعس أو الضعف في التصدي للضربة، وهو ما لم يُعرف سببه حتى الآن.


ويُعدّ هذا الحادث سابقة خطيرة، إذ لم يسبق أن استهدفت إسرائيل قيادات الحراك الفلسطيني خارج غزة ولبنان، وعلى أرض دولة خليجية تُعدّ وسيطًا أمريكيًا بارزًا وتستضيف قواعد عسكرية ضخمة. وإمعانًا في تأزم المشهد، يهدد هذا التصعيد بعرقلة مساعٍ دولية لكبح النزاع، بما في ذلك عروض وقف إطلاق النار ومفاوضات إطلاق سراح الرهائن المتوقفة وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

اضف تعليق

أحدث أقدم