كتب/ ماجد شحاتة
في خطوة قد تمثل تحولًا مهمًا في معركة الطب ضد مرض السرطان، أعلنت روسيا عن اجتياز لقاح تجريبي جديد يُسمى "Enteromix" المرحلة الأولى من التجارب السريرية، محققًا فعالية تراوحت بين 60% و80% على مجموعة من المتطوعين.
اللقاح، الذي يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA)، لا يُعَد لقاحًا تقليديًا عامًا، بل يقوم على تصميم علاج شخصي لكل مريض. الفكرة العلمية تقوم على أن لكل ورم سرطاني بصمة جينية مختلفة ناتجة عن طفرات أو شذوذ في الحمض النووي. وبناءً على ذلك، يأخذ العلماء عينة من ورم المريض، يحللون مادته الوراثية، ثم يطورون لقاحًا خاصًا يُدرِّب جهاز المناعة على التعرف على الخلايا السرطانية الفريدة لهذا الورم ومهاجمتها بكفاءة.
ويشبه هذا النهج، بحسب وصف الخبراء، "الملابس التفصيل" التي تُفصَّل خصيصًا لمقاس كل فرد، مما يجعله علاجًا موجهًا بدلًا من كونه لقاحًا عامًا لجميع المرضى.
ورغم النتائج الواعدة، لا يزال الطريق طويلًا أمام "Enteromix" قبل اعتماده عالميًا، إذ يجب أن يجتاز المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية، حيث تُختبر فعاليته وسلامته على نطاق أوسع من المرضى. وأكدت موسكو أن الأولوية في استخدام اللقاح، حال نجاح المراحل المقبلة، ستكون للمواطنين الروس قبل طرحه دوليًا.
ويُنظر إلى هذه التقنية باعتبارها امتدادًا لتجربة لقاحات mRNA التي أثبتت فعاليتها في مواجهة فيروس كورونا، لكنها هنا تُوظَّف في مجال أكثر تعقيدًا، وهو مواجهة الأورام الخبيثة. ويرى متخصصون أن هذه الخطوة قد تفتح آفاقًا جديدة نحو علاج السرطان بأساليب دقيقة وشخصية، ما ينعش آمال الملايين ممن يعانون هذا المرض حول العالم.
إرسال تعليق