الصياد و السمكة ذات القلب الذهبي

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




 

كتبت: احلام اسماعيل 


كان الصيّاد يجلس كل صباح على صخرته المطلة على البحر، يحمل سنارته بثقة من يعرف خبايا الموج وأسرار أعماقه.

لم يكن صيده عبثًا أو صدفة، بل كان يعرف ضعف كل سمكة، فيصنع لكل واحدة طُعمها الخاص، فيقع الجميع في فخه بلا مقاومة.


وذات يومٍ، ظهرت أمامه سمكة جميلة ذات قلبٍ ذهبي، لامعة كالشمس حين تشرق فوق الماء. أعجب بها الصيّاد إعجابًا شديدًا، فأعدّ لها طُعمًا لا يُقاوَم وألقاه إليها.

اقتربت السمكة من الطُّعم، ترددت للحظة، لكنها في النهاية ذاقت منه… فأصابها طعم اللذة والألم معًا.

حين رأى الصيّاد ذلك، ابتسم بخبث، ولم يصطدها، بل تركها حرة. كان يعرف أنها ستشتاق إلى الطُّعم، وستعود إليه طائعة في يومٍ قريب.


لكن السمكة الذهبيّة قاومت.

كانت تتألم، وتشعر بفراغٍ كبيرٍ في أعماقها، فقد اعتادت على لذة الطُّعم، غير أن قلبها الذهبي ذكرها بما جرى للأسماك الأخريات.

تحدّت رغبتها، وتحملت الوجع بصبرٍ عظيم، حتى اعتادت الغياب، وتعلمت كيف تعيش بلا ما يُؤذيها.


انتظر الصيّاد طويلًا، ألقى طُعمه مرةً بعد مرة، لكن السمكة لم تعد.

لقد أدركت أن الحرمان المؤقت خيرٌ من الهلاك الأبدي، وأن القوة الحقيقية هي أن تملك نفسك عند الضعف، وتحافظ على كرامتك مهما أغراك الطُّعم.


 الحكمة:

> "من تعلّم أن يتحمّل ألم الحرمان، حفظ قلبه من ألم الندم، ومن صان كرامته أمام إغراء الضعف عاش حرًّا ولو في أعماق البحر."


 قصة ترمز إلى صراع الإنسان مع رغباته حين يكون الطُّعم جميلاً والمصير موجعًا، وتُذكرنا بأن الكرامة ليست في الأخذ، بل في القدرة على الرفض حين يكون الثمن غاليًا.

اضف تعليق

أحدث أقدم