السودان بين رماد الحرب وبذور الأمل

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




 

كتبت: لينا أحمد دبه


رغم ركام الحرب وثقل الأيام، ما زال السودان يتنفس بإصرار.

بلدٌ أنهكته النيران، لكنه يرفض الاستسلام.

في كل مدينة وولاية، ثمة من يعيد ترتيب الحياة بوسائله البسيطة، في مشهد يلخص أن الحرب قد تهدم الجدران، لكنها لا تهدم الروح.


 صوت الميدان… وإرادة البقاء


تتواصل العمليات العسكرية في مناطق متفرقة من البلاد، حيث تؤكد القوات المسلحة أنها تمضي بعزيمة قوية نحو استعادة الأمن والاستقرار.

لكن خلف بيانات الحرب، هناك وجوه صامتة تحمل عبء البقاء — أسر تبحث عن مأوى، شباب يقاتلون على جبهتين: جبهة النار وجبهة الحياة.

ورغم النزوح القاسي، لا يزال البعض يحلم بعودة قريبة إلى قراهم، وكأن الوطن يسكنهم أينما ذهبوا.


 دبلوماسية تبحث عن التوازن:-


في الخارج، تتحرك الحكومة السودانية بخطوات محسوبة لفتح قنوات جديدة مع المنظمات الدولية والإقليمية.

اجتماعات جنيف الأخيرة لم تكن مجرد حضور رسمي، بل محاولة لإعادة تعريف صورة السودان أمام العالم كدولة تحتاج إلى الدعم لا العزلة.

وبين لقاءات وزير الداخلية ومسؤولي الهجرة واللاجئين، يتجلى صراع الأرقام والوجوه: ملايين النازحين الذين يحتاجون إلى حماية حقيقية، لا مجرد وعود.


 وجع النزوح… وكرامة العائدين


أكثر من أحد عشر مليون إنسان اضطروا لمغادرة بيوتهم منذ اندلاع الحرب، لكن بعضهم بدأ رحلة العودة الطوعية رغم قسوة الطريق.

قصصهم تختصر المأساة — أمٌّ تحمل بيديها بقايا حياة، وطفل يجر حقيبة أكبر من جسده، وشيخ يتكئ على الأمل لا على عصاه.

ورغم كل شيء، يصرّ هؤلاء على العودة لأن “الوطن ليس مكانًا، بل ذاكرة لا يمكن الهروب منها”.


 مبادرات تصنع فرقًا


وسط هذه الفوضى، تبرز مبادرات مجتمعية صغيرة لكنها لامعة:

شباب ينظفون مدارسهم استعدادًا لإعادة فتحها، نساء في الأحياء الفقيرة يطبخن للنازحين، وأطباء متطوعون يجوبون القرى المنسية بلا مقابل.

وفي الشمال، تخلي ثماني مجتمعات عن عادة ختان الإناث خطوةً نحو تغيير ثقافي عميق يعيد تعريف الكرامة الإنسانية.

هذه القصص الصغيرة هي ما يبقي السودان حيًا رغم كل الجراح.


 الفن والإنسانية… ذاكرة وطن


ليس غريبًا أن يزور والي الشمالية الفنانة القديرة بلقيس عوض ويعلن تكفل الحكومة برعايتها.

فالفن في السودان ليس ترفًا، بل جزء من الذاكرة الوطنية.

رموز الثقافة والفن هم من حفظوا صورة السودان الجميل في زمنٍ يحاول أن يمحو ملامحه.


 ختامًا…


السودان اليوم لا يقف على حافة النهاية، بل على عتبة ولادة جديدة.

فكل حرب تنتهي يومًا، لكن ما يبقى هو الإنسان وقدرته على النهوض من الركام.

قد تبدو الطريق طويلة، لكنها مليئة بالذين يؤمنون أن الضوء مهما تأخر… قادم.

اضف تعليق

أحدث أقدم