خلافات فلسطينية حول إدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter



بقلم :  عطيه ابراهيم 


تشهد الساحة الفلسطينية جدلاً واسعاً حول مستقبل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، حيث تتصاعد الخلافات بين الفصائل الرئيسية، خاصة حركتي فتح وحماس، حول ترتيبات المرحلة المقبلة وآلية إعادة الإعمار.


مخرجات اجتماع القاهرة بين التأييد والرفض : 


عقدت عدد من الفصائل الفلسطينية اجتماعاً في العاصمة المصرية، القاهرة، أعلنت على إثره دعمها لاستمرار وقف إطلاق النار واستكمال تنفيذ بنوده، والتي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة ورفع الحصار عنه بشكل كامل. كما أكدت هذه الفصائل على دعمها لتسليم إدارة القطاع إلى لجنة فلسطينية مؤقتة تتكون من التكنوقراط، والمطالبة بتشكيل لجنة دولية للإشراف على تمويل وإعادة إعمار القطاع، إلى جانب الدعوة لقرار أممي بتششكيل قوات حفظ سلام مؤقتة لمراقبة وقف إطلاق النار.


غياب فتح ورفضها للنتائج : 


على النقيض من ذلك، كشفت معلومات أن حركة فتح لم تشارك في هذا الاجتماع، في حين شاركت فيه قوى أخرى مثل تيار الإصلاح الديمقراطي التابع للقيادي السابق في الحركة محمد دحلان، إلى جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية. وأكد مصدر فلسطيني أن حركة فتح غير ملزمة بنتائج هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن اللقاء الذي جمع مسؤولي السلطة الفلسطينية مع حماس في القاهرة كان ذا طابع بروتوكولي بحت، ولم يتناول أي من الملفات المتعلقة بترتيبات ما بعد الحرب.


شروط عباس تشكل عقبة أمام التوافق : 


وأوضح المصدر أن عدم مشاركة فتح يعكس وجود خلافات جوهرية، مؤكداً أنه لا توجد لقاءات مرتقبة مع حماس قبل أن تقبل بالشروط الثمانية التي وضعها الرئيس محمود عباس. وتتضمن هذه الشروط اعتراف حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، والالتزام بحل الدولتين، ومبدأ السلاح الواحد والنظام الواحد والقانون الواحد، على أن يُترك أمر تشكيل حكومة التكنوقراط للرئيس الفلسطيني لتتولى مهامها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، في إطار الالتزام بمقاومة شعبية سلمية.


مستقبل غزة بين رؤيتي السلطة والمقاومة : 


تبقى إدارة قطاع غزة نقطة خلاف مركزية تعكس الانقسام السياسي الفلسطيني الأوسع. بينما تدفع فصائل مثل حماس نحو نموذج إداري جديد بمشاركة فصائلية واسعة وإشراف دولي، تتمسك حركة فتح والسلطة الفلسطينية بشرط العودة إلى المنظمة التحرير وقيادة الرئيس عباس كمدخل لأي تسوية، مما يضع عقبات كبرى أمام تحقيق توافق فلسطيني يضمن إعادة إعمار غزة وإدارة مستقبلها بصفقة وطنية موحدة.

اضف تعليق

أحدث أقدم