كتبت: أحلام إسماعيل
في ذكرى نصر أكتوبر المجيد، تتجدد مشاعر الفخر والعزة بأبطال مصر الذين واجهوا الموت من أجل تراب الوطن، ومن بينهم اللواء حلمي زكي عبد العزيز، أحد أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا في صنع النصر وسطروا صفحات مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية.
من الدقي إلى ميادين البطولة
وُلد اللواء حلمي زكي عبد العزيز في سبتمبر 1949 بحي الدقي بمحافظة الجيزة، والتحق بالخدمة العسكرية في نوفمبر 1969، ليبدأ مسيرة امتدت لأكثر من عشرين عامًا وشهرين في صفوف القوات المسلحة المصرية.
بدأ حياته العسكرية في وحدات الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المشاة في منطقة رأس العش، حيث خاض تدريبات ومهام قتالية مكثفة مكّنته من مواجهة العدو ببسالة وإقدام.
بطولات في مواجهة العدو
شارك اللواء حلمي زكي في عملية عبور ضد إسرائيل بتاريخ 26 أبريل 1970، ضمن صفوف القوات المصرية، وأثبت خلالها كفاءة قتالية عالية وشجاعة نادرة.
ثم انتقل إلى كتيبة 18 مشاة بمنطقة الدفرسوار، حيث قام بمهمة انتحارية خطيرة لتوصيل خمس سيارات ذخيرة إلى الكتيبة تحت نيران العدو، وتمكّن من تنفيذها بنجاح باهر.
وخلال معارك حرب أكتوبر 1973، كان ضمن الموجات الأولى للهجوم على جبهة الأسماعيلية، وخاض معارك شرسة في منطقة الدفرسوار، وأُصيب أثناء العمليات بشظايا من النقطة القوية، لكنه رفض مغادرة الميدان وعاد إلى الكتيبة بعد تعافيه، في مشهد يجسد روح المقاتل المصري وإيمانه بالنصر.
شاهد على استرداد سيناء
استمر اللواء حلمي زكي في أداء واجبه الوطني بعد الحرب، وشارك في مهام تأمين وإعادة بناء سيناء بعد تحريرها.
وكان من شهود العيان على استلام آخر جزء من أرض سيناء في 25 أبريل 1982، وهو اليوم الذي خُلد في الذاكرة الوطنية كرمز للكرامة والسيادة المصرية.
واستمر في خدمة الوطن حتى أُحيل إلى التقاعد في ابريل 1988، بعد أكثر من عقدين من العطاء والشرف.
تكريم مستحق في أكتوبر 2025
وفي لفتة وفاء وتقدير، تم تكريم اللواء حلمي زكي عبد العزيز في احتفالية نصر أكتوبر 2025 بقصر ثقافة الجيزة، بحضور الدكتورة والصحفية أحلام إسماعيل ومدير عام قصر الثقافة الدكتور كرم ربيع، اللذين قدّما له درع التكريم وشهادة تقدير عرفانًا ببطولاته الوطنية وتاريخه العسكري المشرف.
وخلال الحفل، قال البطل:
> “نصر أكتوبر كان صناعة مصرية خالصة.. شارك فيها كل مصري مؤمن بوطنه.”
تحية من قلب الحدث
تُهدي جريدة قلب الحدث هذا المقال إلى البطل اللواء حلمي زكي عبد العزيز، تقديرًا لدوره الوطني الخالد، وتأكيدًا أن مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء الذين صنعوا النصر وبقوا رموزًا للبطولة والعزة والإخلاص.
ففي كل ذكرى لانتصار أكتوبر، تتجدد معاني الفخر برجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فصنعوا المجد وتركوا للأجيال دروسًا لا تُنسى في الشجاعة والانتماء وحب الوطن.
إرسال تعليق