كتب: أحمد محمد حسين
صان الحجر – الشرقية
في إنجاز أثري جديد يضيء صفحات التاريخ المصري القديم، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف لافت في منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية، المعروفة باسم تانيس، والتي تُعد بمثابة العاصمة ومقر الدفن لملوك الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين.
نجحت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بالمنطقة، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، في العثور على مجموعة هائلة من التماثيل الجنائزية (الأوشابتي) بلغ عددها 225 تمثالاً. وقد تم اكتشاف هذه التماثيل داخل مقبرة الملك أوسركون الثاني. وتعود هذه التماثيل بشكل حاسم إلى الملك شوشنق الثالث، وهو أحد ملوك الأسرة الثانية والعشرين الليبية، الذي حكم مصر خلال الفترة الانتقالية الثالثة.
تكمن الأهمية الكبرى لهذا الاكتشاف في أنه نجح في حل لغز ظل يحيّر علماء الآثار منذ عقود؛ حيث تؤكد التماثيل المكتشفة أن تابوتاً ضخماً من الجرانيت، كان قد عُثر عليه سابقاً في الموقع ذاته داخل المقبرة لكنه كان خالياً من النقوش، يعود للملك شوشنق الثالث. ويُعتبر العثور على هذه التماثيل دليلاً قاطعاً على هوية صاحب الدفن، مكملاً بذلك سلسلة الاكتشافات في جبانة تانيس الملكية.
وصرح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار (تعبير افتراضي)، بأن "هذا الكشف يمثل خطوة محورية في إعادة رسم خريطة جبانة تانيس، وتحديد تسلسل المدافن الملكية في هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر، مؤكداً على أن أعمال البعثة الفرنسية مستمرة للكشف عن المزيد من أسرار هذه المنطقة الغنية."
ويُذكر أن تماثيل الأوشابتي، التي عُثر عليها مصنوعة من مواد مختلفة كالبرونز والطين المحروق (الفيانس)، كانت توضع في المقابر لتمثيل خُدّام المتوفى، ليقوموا بالمهام الشاقة نيابة عنه في العالم الآخر.


إرسال تعليق