بقلم: محمد صالح العوضي
تشهد مصر اليوم محطة ديمقراطية فارقة، مع انطلاق انتخابات مجلس النواب التي يشارك فيها ملايين المواطنين من مختلف المحافظات. إنها ليست مجرد عملية اقتراع، بل خطوة جديدة في بناء دولة حديثة تُرسّخ مبادئ الشفافية وتوسّع دائرة المشاركة الشعبية في صنع القرار.
لقد أكّد المسؤولون والهيئات الرقابية منذ اللحظات الأولى لفتح اللجان أن هذه النسخة من الانتخابات تُعد واحدة من أكثر العمليات الانتخابية انضباطًا وتنظيمًا، حيث شهدت الترتيبات استعدادات غير مسبوقة، ومراقبة دقيقة تضمن النزاهة في كل مرحلة، بدءًا من تسجيل المرشحين وحتى فرز الأصوات.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل وعي متزايد لدى المواطن المصري بأهمية صوته، وقيمة مشاركته في تشكيل برلمان يعبر عن تطلعاته، وينقل همومه، ويعمل على وضع التشريعات التي تخدم مستقبل البلاد. فالمشهد العام اليوم يؤكد أن مصر تمضي بثبات نحو ترسيخ قواعد الديمقراطية الحديثة، وأن المجتمع أصبح شريكًا فاعلًا في إدارة الدولة.
إن ما يميز انتخابات هذا العام هو الشعور العام بأنها أول انتخابات حرة ونزيهة بمفهومها الكامل؛ حيث غابت المؤثرات السلبية، وبرز دور الإرادة الشعبية، وانعكس ذلك في إقبال كبير وتفاعل واضح من المواطنين في مختلف الأعمار والفئات.
ختامًا، يمكن القول إن ما نشهده اليوم ليس مجرد حدث سياسي، بل رسالة وطنية تؤكد أن مصر قادرة على رسم مستقبلها بإرادة شعبها، وأن صوت المواطن أصبح حجر الأساس في بناء دولة قوية تستند إلى الشرعية الشعبية والاختيارات الحرة الواعية.


إرسال تعليق