كتبت/دينا متولي
السر في علم التحنيط لدى المصريين القدماء، ذلك العلم الذي سبق عصره بمئات السنين، وأثار دهشة العالم حتى اليوم.
آمن المصريون القدماء بأن الموت ليس نهاية، بل بداية لحياة أخرى. ومن هذا الإيمان نشأت واحدة من أعقد العمليات التي عرفها التاريخ: عملية التحنيط.
كانت الخطوة الأولى إزالة الأعضاء سريعة التحلّل، مثل الكبد والمعدة والرئتين، ثم تُحفظ بعناية داخل أوانٍ خاصة تُسمّى الأواني الكانوبية.
بعد ذلك يُغطّى الجسد بملح النطرون لمدة أربعين يومًا، ليعمل على امتصاص الرطوبة ومنع أي تلف.
وبعد الجفاف الكامل، يُلفّ الجسد بلفائف الكتّان طبقةً فوق طبقة، وتُستخدم بين كل طبقة زيوت ومواد خاصة تحافظ على بقاء الجثمان لأطول فترة ممكنة.
كانت عملية التحنيط تستغرق نحو سبعين يومًا كاملًا، تتداخل فيها المهارة الطبية والمعرفة الكيميائية والإتقان الهندسي.
وفي ختام العملية، يُوضع الجسد داخل تابوت محكم، داخل مقبرة مزوّدة بالرموز والتماثيل لحمايته في العالم الآخر.
لم يكن الفراعنة مجرد ملوك، بل كانوا علماء وأطباء ومهندسين أبدعوا حضارة وتكنولوجيا أدهشت العالم لآلاف السنين.


إرسال تعليق