كتب/ ماجد شحاتة
في أجواء مؤثرة شهدتها ساحة رابين في تل أبيب، شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في المهرجان المركزي لإحياء الذكرى الثلاثين لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، الذي قُتل عام 1995 خلال مظاهرة مناهضة للعنف وداعية للسلام.
وألقت الدكتورة نسرين حدّاد حج يحيى، نائبة رئيس الصندوق الجديد لإسرائيل، كلمة بارزة دعت فيها إلى تبنّي مسار سياسي جديد يقوم على الشراكة والمساواة والعدالة بين جميع مكوّنات المجتمع، مؤكدة أن الديمقراطية الحقيقية لا تكتمل إلا بمشاركة جميع المواطنين على قدم المساواة، عربًا ويهودًا، في صنع القرار السياسي والاجتماعي.
وقالت حدّاد حج يحيى إن الوقت قد حان لإقامة شراكة عربية–يهودية علنية لا تقتصر على الأبواب المغلقة، بل تُترجم إلى عمل مشترك لبناء مجتمع يسوده الأمن والعدالة، مشيرة إلى أن الطريق نحو السلام لا يمكن أن يقوم إلا على الاعتراف المتبادل والمساواة الكاملة.
وشهدت المناسبة حضور شخصيات سياسية بارزة من المعارضة، من بينهم يائير لابيد وغادي إيزنكوت ويائير غولان، الذين شددوا في كلماتهم على ضرورة إحياء إرث رابين الذي دعا إلى السلام والمصالحة، وربطوا بين اغتياله وبين ما وصفوه بـ«تصاعد التحريض القومي والتطرف» في المشهد الإسرائيلي الحالي.
وبحسب تقارير صحفية من مواقع Haaretz وi24NEWS وThe Times of Israel، قُدّر عدد المشاركين في المهرجان بنحو 150 ألف شخص، في أكبر تجمع من نوعه خلال السنوات الأخيرة. واعتبر المشاركون أن إحياء الذكرى ليس مجرد استذكار لحادث الاغتيال، بل تجديد للعهد على استكمال مسيرة السلام التي قُطعت باغتيال رابين.
كما نقلت The Jerusalem Post عن يوفال رابين، نجل رئيس الوزراء الراحل، قوله إن «القادة اليوم مطالبون بتحمل مسؤولياتهم تجاه المجتمع وعدم إشعال نيران الكراهية والانقسام التي أنهت حياة والدي»، مؤكدًا أن استذكار رابين يجب أن يكون مناسبة وطنية لإعادة توجيه البوصلة نحو التعايش والسلام.
واختُتم المهرجان بعرض موسيقي ورمزي أضاء خلاله الحضور الشموع ورفعوا صور رابين ولافتات كتب عليها «السلام لا يُغتال»، في رسالةٍ تعبّر عن الإصرار على المضي في طريق العدالة والمساواة، وهو ذات الطريق الذي دعت إليه الدكتورة نسرين حدّاد حج يحيى في كلمتها التي لاقت صدى واسعًا بين المشاركين.


إرسال تعليق