بقلم دكتور توتا حسن
في حلقة تصنف كواحدة من الأخطر و الأكثر جرأة، نجح برنامج توتا سيكرتس بودكاست
في إعادة فتح ملف قضية الإعلامية الراحلة شيماء جمال، ليعود الحديث عنها بقوة إلى صدارة الرأي العام، من زاوية إنسانية عميقة ومسؤولة.
قدّمت الإعلامية د. توتا حسن حلقة استثنائية استضافت خلالها الحاجة ماجدة الحشاش، والدة شيماء جمال، في لقاء كشف عن أسرار ومعلومات تُقال للمرة الأولى حول قضية هزت المجتمع المصري وامتد صداها إلى الوطن العربي بأكمله.
بحرفية إعلامية عالية وخبرة واضحة، استطاعت د. توتا حسن كسب ثقة ضيفتها، وفتحت معها مساحات إنسانية شديدة الخصوصية، لتكشف والدة الضحية عن تفاصيل مؤلمة ومواقف خفية لم تُطرح من قبل. فتحوّلت الحلقة من مجرد لقاء إعلامي إلى شهادة إنسانية صادقة وتوثيق حقيقي لقضية رأي عام ما زالت جراحها حاضرة في الوجدان الجمعي.
ولم تكتف د. توتا حسن بسرد الوقائع، بل غاصت بوعي وعمق في جوهر القضية، محللة الفارق بين الواقع المؤلم وما قدّمته الدراما في مسلسل ورد وشيكولاتة، ومسلطة الضوء على كيفية تحوّل قصة حب إلى مأساة دامية انتهت بجريمة بشعة ارتكبها الزوج المستشار أيمن حجاج، لتصبح قضية شيماء جمال واحدة من أكثر القضايا تعقيدا وتأثيرا في المجتمع.
وكان محور الحلقة الأبرز هو العدالة، باعتبارها الركيزة الأساسية لاستقرار المجتمعات، حيث أكدت د. توتا حسن أن القصاص العادل هو السبيل الحقيقي لتحقيق الإنصاف ورد الحقوق، وهو ما تجسّد في تنفيذ حكم الإعدام على الجاني، لتبعث العدالة برسالة حاسمة مفادها أن الحق لا يضيع، وأن دولة القانون قادرة على حماية المجتمع وصون أرواح أبنائه.
حلقة كشفت الألم، وواجهت الحقيقة، وكرّست مبدأ العدالة، وقدّمت نموذجًا للإعلام الواعي الذي لا يسعى للإثارة بقدر ما يسعى إلى التنوير وكشف الحقائق.
وهكذا تؤكد د. توتا حسن مرة أخرى أنها ليست مجرد مقدمة برامج، بل إعلامية تمتلك الجرأة والرؤية والمسؤولية، وتثبت أن الإعلام الحقيقي قادر على أن يكون صوتًا للحق وضمانة للسلام والأمن في المجتمع.


إرسال تعليق