محافظ قنا بين المكتب وأرض الواقع.

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter

        


                 

 كتب خالد عجلان


                                      

في كل محافظة، تبقى المسافة بين المكتب والشارع هي المقياس الحقيقي لنجاح الإدارة المحلية، وفي قنا يطرح المواطنون سؤالاً مشروعًا : إلى أي مدى تعكس القرارات والتقارير الرسمية ما يعيشه الناس فعليا على أرض الواقع ؟ لا يمكن إنكار أن محافظ قنا يتحرك داخل الإطار الإداري ويعقد الاجتماعات، ويتابع الملفات عبر الأجهزة التنفيذية وتصدر بيانات تتحدث عن مشروعات وخطط تطوير غير أن التحدي الحقيقي لا يكمن في كثرة القرارات، بل في وصول أثرها إلى القرى والمراكز والنجوع، حيث يواجه المواطن أزمات يومية في الطرق والخدمات والمرافق الأساسية. على أرض الواقع، ما زالت العديد من الملفات مفتوحة؛ طرق متهالكة تحتاج إلى رصف حقيقي لا حلول مؤقتة، وحدات صحية تعاني من نقص الكوادر والإمكانات، مدارس مزدحمة، وشكاوى متكررة من تأخر تنفيذ بعض المشروعات رغم إدراجها ضمن خطط التطوير. وفي المقابل، يشعر المواطن أحيانًا أن الصورة التي تصل إلى مكتب المحافظ لا تعكس حجم هذه المعاناة بدقة.الفجوة هنا ليست بالضرورة فجوة نوايا، بل فجوة متابعة ونقل واقع. فالتقارير التي تُرفع قد تجمل المشهد والاجتماعات قد تكتفي بسماع ما يُقال لا بما يعاش. وهنا تصبح الجولات الميدانية، والاستماع المباشر للمواطنين ومحاسبة المقصرين ضرورة لا رفاهية. نجاح المحافظ لا يُقاس بعدد الاجتماعات ولا بحجم البيانات الإعلامية، بل بقدرته على النزول إلى الشارع ورؤية المشكلات بعينه، واتخاذ قرارات تتابع حتى التنفيذ الكامل. فالمواطن لا ينتظر وعودًا، بل حلولاً ملموسة يشعر بها في حياته اليومية. محافظة قنا بتاريخها ومساحتها وتنوع مشكلاتها تحتاج إلى إدارة تردم المسافة بين المكتب وأرض الواقع، وتجعل من التقارير انعكاسا صادقًا للشارع، لا ستارا يحجب الحقيقة. فحين تتطابق الصورة بين ما يكتب وما ينفذ، فقط يشعر المواطن أن المسؤول قريب منه، وأن الدولة حاضرة في تفاصيل حياته، لا غائبة عنها.

اضف تعليق

أحدث أقدم