بين رصاص الحرب وكسر الخاطر: حكاية الصحفية (فاطمة) وصراع البقاء

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter







 بين رصاص الحرب وكسر الخاطر: حكاية الصحفية (فاطمة) وصراع البقاء

كتبت هنادي عبد اللطيف 


​في الخرطوم، كانت "فاطمة" (اسم مستعار) تزهو بقلمها كصحفية تنقل أوجاع الناس، لم تكن تعلم أنها يوماً ما ستصبح هي "الخبر" الأكثر وجعاً. اليوم، تجلس هذه الصحفية السودانية في غرفة ضيقة بإحدى مناطق القاهرة محاطة بثمانية من الأبناء (4 أولاد و4 بنات)، ترقب في أعينهم انكسار الأحلام وضياع المستقبل.

​عندما تصبح "اليومية" بديلاً للقلم والكراس

​الحرب لم تسرق منها بيتها واستقرارها فحسب، بل سرقت من أبنائها الثمانية مقاعد الدراسة. هؤلاء الصغار الذين كان من المفترض أن يمسكوا بالأقلام، باتوا يوزعون أجسادهم النحيلة في مهن "اليومية" الشاقة، يركضون خلف لقمة العيش لسداد إيجار يؤويهم، وتوفير وجبة قد لا تأتي دائماً، بعد أن اختار والدهم التخلي عن مسؤوليته تماماً في أصعب الظروف.


​فرحة لم تكتمل.. ومأساة لم تكن في الحسبان

​كان من المفترض أن يكون الشهر الماضي شهراً للزغاريد، حيث كانت الابنة الكبرى تستعد لزفافها. لكن القدر كان يخبئ لهن فاجعة على الطريق؛ "موتوسيكل" طائش صدمها هي وشقيقتها ولاذ بالفرار، تاركاً العروس في بركة من الدماء بكسور بليغة في ساقها.


​تحول ثوب الزفاف الأبيض إلى ضمادات، وانقلبت الفرحة إلى دين يثقل كاهل الأم المطلقة. استدانت مريم مبلغاً ضخماً لإجراء العملية الجراحية لإنقاذ ساق ابنتها، وهي الآن تواجه مطالبات السداد التي لا ترحم، بجانب تكاليف العلاج الأسبوعي:

​حقن طبية ضرورية: تبلغ تكلفتها 1200 جنيه مصري أسبوعياً.

​ديون العملية: مبالغ تتجاوز قدرة امرأة نازحة تعيش على الكفاف.

​نداء الكرامة

​مريم لا تطلب إحساناً بقدر ما تطلب "عونا" يرمم ما أفسدته الحرب والخذلان. هي قصة صمود لامرأة تقاتل في جبهات متعددة: جبهة الغربة، جبهة الديون، وجبهة المرض، بينما يقف العالم متفرجاً على صحفية كانت يوماً صوتاً للمظلومين، فمن يكون اليوم صوتاً لها؟

من يرغب مساعدة هذه الأم التواصل معي مسنجر أو واتساب 

#هنادي_عبداللطيف

اضف تعليق

أحدث أقدم