اختر من يليق بقلبك لا بظروفك

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter



 

بقلم/ د.لينا أحمد دبة 

ليس كل من يقترب منّا يستحق أن يسكن قلوبنا، فالقرب الحقيقي لا يُقاس بالوقت ولا بكثرة الكلام، بل بصدق الحضور وقت الحاجة. اختيار خليل القلب ليس قرارًا عابرًا، بل مسؤولية تجاه أنفسنا، لأن القلوب التي نأتمنها علينا قد تكون سبب شفائنا أو سبب استنزافنا. لذلك، كانت الحكمة دائمًا في حسن الاختيار، لا في كثرة العلاقات.

هناك أشخاص يبدون رائعين في لحظات الرخاء، يشاركونك الضحك والإنجاز، لكنهم يتراجعون عند أول اختبار حقيقي. في المقابل، هناك قلوب هادئة لا تُجيد الاستعراض، لكنها تثبت قيمتها حين تعصف بك الأيام وتثقل الخطوات. خليل القلب الحق هو من يبقى حين يغادر الجميع، ويصمت معك دون أن يطالبك بالشرح، ويفهم وجعك دون أن يحوّله إلى مادة للحكم أو اللوم.

من يليق بقلبك هو من لا يستخف بمشاعرك، ولا يقلل من أحلامك، ولا يجعلك تشك في قيمتك. هو من يرى ضعفك كجزء إنساني لا كنقطة نقص، ويدعمك دون أن يذكّرك بفضله. وجوده يضيف طمأنينة لا توترًا، ويمنحك شعور الأمان الذي تحتاجه لتكون على حقيقتك دون خوف.

في زمن العلاقات السريعة والوعود الهشة، يصبح التمهّل فضيلة. ليس المطلوب أن نمتلك كثيرين حولنا، بل أن نختار من يستحق البقاء. اختر من إذا ضاقت بك الدنيا، كان عشمك فيه ثابتًا لا يخيب، وسندك حين تتعب، وملجأك حين تضيع الاتجاهات. فبعض القلوب لا تكتفي بمرافقتنا في الحياة، بل تعيننا على النجاة.

اضف تعليق

أحدث أقدم