كتبت/ فاتن الصعيدي
تتمثل العلاقة الأسرية بالمحبة والوفاق وتقدير لكل فرد من أفرادها والاحترام المتبادل بينهما وكذلك التضامن والتكاتف والتعاون الذى يقوم على محاربة الأنانية فنجد أن الأسرة تعيش كالجسد الواحد يشد بعضهم بعضا فهم يد واحدة في الأفراح والأحزان امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت في حياتنا ظاهرة أو قضية غريبة جداً على المجتمع العربي والإسلامي فقد زادت قضايا التفكك الأسري وظهرت بشكل واضح ظاهرة العداء بين أبناء الأب الواحد وقد يتحول هذا العداء إلى محاولة الشروع في القتل.
و حتى نعالج أو نقضى على هذه الظاهرة لابد أن نقف على أسبابها ويرجع خبراء علم الاجتماع إلى أن السبب الرئيسي في هذه الظاهرة يرجع إلى:
أولا/ الوالدين الذين يقومون بتفضيل أحد عن الآخرين في المعاملة والانحياز له في خلافاته مع إخوته وكذلك تفضيله في الميراث مما يثير بينهم العداوة والبغضاء.
ثانيا / السماح بدخول شخص غريب في الخلافات بين الاخوات وكذلك كثرة السماع لأقاويل الغرباء فيما بينهم دون الرجوع والتشاور بينهم.
ثالثا/ من الاسباب الواضحة في تلك العداوة بين الاخوات ما تنقله بعض الزوجات مما يؤدي إلى الخلافات والغيرة والكراهية بينهم.
وبالوقوف على أسباب تلك الظاهرة نستطيع إن نجد علاج جذري لها والقضاء عليها ونبدأ بالوالدين أيضا كأول خطوه للعلاج فعامل التربية مهم جدا لإنشاء أبناء صالحين فإذا قام الوالدين بتربية الأبناء تربيه صالحه وعلموهم أن الأخ سند والأخت لا تعوض.
وكذلك يعمل الوالدين على المساواة بين الأبناء ونعنى المعاملة العادلة للأبناء جميعاً على حدا سواء كلا على حسب متطلباته واحتياجاته ومنها العواطف فعلى الوالدين توزيعها بعدل عليهم.
وكذلك عدم وضع الأبناء في قوالب ثابته مثل أن الأخ الأكبر مسؤول عن اخوته أو الضغط على أحدهم ليتعلم هواية دون استشارته فدور الأب التشجيع والتحفيز لا غير.
و كذلك لابد من المساواة بين الأبناء في الميراث حتى لا تنشب بينهم الخلافات وعدم السماح بتدخل الغرباء بينهم أو الاستماع لهم و أيضا عندما تتحدث بعض الزوجات وتدخل فى أمور تخص الأخوات عدم السماح لها بالتمادي.
وهنا توضيح أهمية دور الأسرة وقيمة الترابط بين الإخوة والتعامل معهم بما يرضى الله تعالى ورسوله الكريم فما يزرعه الاباء يحصده الأبناء.
إرسال تعليق