كتب حازم على أدهم
في قلب القاهرة، داخل مقابر زين العابدين، تعيش عائلات على أطراف الحياة، بين قبور صامتة تشهد على تاريخ طويل من الموت وأحياء يحاولون البقاء وسط ظروف لا تحتمل. هؤلاء السكان أجبرتهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية على العيش في أحواش المدافن، حيث يواجهون تحديات يومية تجمع بين الفقر، الخوف، والعزلة.
الظروف المعيشية: حياة بلا كرامة
يصف السكان حياتهم بـ"تحت الصفر"، حيث يفتقر المكان للبنية التحتية الأساسية. المياه الشحيحة تُستمد من صنبور وحيد، ولا تتوفر الخدمات الأساسية التي تضمن حياة إنسانية. أما البيوت، فهي أحواش مفتوحة لا تقي من الحر أو البرد، ما يزيد معاناتهم اليومية.
قصص من العتمة
العيش في جوف الموتى جعل السكان ينسجون قصصًا عن الأرواح الشريرة التي تخرج ليلًا، ما يضيف بُعدًا نفسيًا مرعبًا على حياتهم. بالنسبة للبعض، هذه الحكايات ليست مجرد أوهام، بل انعكاس لواقعهم الذي يمزج بين الموت والحياة بشكل فريد ومؤلم.
نداء من أجل العدالة الاجتماعية
في ظل غياب الحلول، يناشد السكان المسؤولين لإنقاذهم من هذا الواقع. يقول أحدهم: "الأموات أكثر رحمة منا.. لم نعد نطلب سوى حياة تليق بنا كبشر، بعيدًا عن هذا العدم." ورغم المحاولات المتكررة، ما زالت الاستجابة محدودة، تاركة هذه العائلات عالقة بين الأمل واليأس.
رسالة إنسانية
الحياة في مقابر زين العابدين هي شهادة حية على الفجوة بين الطموحات الإنسانية والواقع القاسي. ومع كل يوم يمر، يزداد السؤال إلحاحًا: كيف يمكن تحقيق التوازن بين الحياد الذي تفرضه الظروف القاسية، وحق هؤلاء في حياة كريمة؟ .
إرسال تعليق