كتب. عمرو بسيوني
في سوريا، حيث التاريخ العريق والحضارة التي أبهرت العالم، تحولت البلاد إلى مسرح كبير لعملة واحدة.. لكنها ليست عملة نقدية، بل عملة سياسية بوجهين: النظام السابق وهيئة تحرير الشام. والضحكة الكبرى؟ الشعب السوري الذي أصبح "الورقة الرابحة" في لعبة لا يعرف قواعدها.
المشهد الأول: النظام السابق.. "الوحش اللطيف
--------------------
قبل سنوات، كان النظام السابق هو "الوجه الأول" للعملة. كانت الفيديوهات تظهر قواته وكأنها في فيلم أكشن من إنتاج "هوليوود الشرق الأوسط". كانت هناك وحشية، كانت هناك انتهاكات، ولكنها كانت "وحشية منظمة"! نعم، حتى الوحشية كانت لها قواعدها!
الشعب كان يعاني، لكنه على الأقل كان يعرف من هو "الوحش". كان هناك نظام، حتى لو كان قمعياً، وكان هناك دولة، حتى لو كانت هشة. لكن مع مرور الوقت، انتهت ولاية هذا "الوحش اللطيف"، وبدأت العملة تُقلب لترينا الوجه الآخر.
المشهد الثاني: هيئة تحرير الشام.. "المنقذ الوحشي"
---------------------
دخلت هيئة تحرير الشام إلى المسرح، وبدأت تظهر كـ"المنقذ" الذي سيحرر البلاد من براثن النظام. لكن سرعان ما تبين أن هذا "المنقذ" لديه نفس الوحشية، بل وأكثر! الفيديوهات الجديدة أصبحت أكثر إثارة للصدمة، أكثر إذلالاً، وأكثر "إبداعاً" في أساليب القمع.
أصبحت الهيئة هي "الأمر الناهي"، وكأنها تقول للشعب: "لا تقلقوا، النظام السابق كان يقتلكم ببطء، أما نحن فسننهي الأمر بسرعة!" والضحكة الساخرة هنا أن الجميع يتحدث عن "تحرير الشام"، ولكن يبدو أن الوحيد الذي تم تحريره هو "الخوف" من النظام السابق ليحل محله خوف جديد!
المشهد الثالث: الشعب السوري.. "الورقة الرابحة"
----------------------
في وسط هذا المسرح، يقف الشعب السوري كـ"الورقة الرابحة" في لعبة لا يعرف قواعدها. النظام السابق وهيئة تحرير الشام وجهان لعملة واحدة، والضحكة الكبرى أن الشعب هو من يدفع الثمن.
النظام السابق يقول: "نحن الدولة والقانون
هيئة تحرير الشام ترد: "نحن الشرعية والتحرير
الشعب السوري يصرخ: "ونحن.. من ينقذنا منكم
هل يحتاج الشعب السوري لحاكم جديد
-------------------
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يحتاج الشعب السوري لحاكم جديد؟ أم أن الحل هو التخلص من هذه "العملة" بوجهيها؟
الحقيقة المرة هي أن النظام السابق وهيئة تحرير الشام وجهان لعملة واحدة، والضحكة الساخرة هي أن الشعب السوري هو من يدفع الثمن. ربما حان الوقت لأن يدرك العالم أن الشعب السوري لا يحتاج إلى "منقذين" جدد، بل يحتاج إلى فرصة ليعيش بكرامة بعيداً عن هذه المسرحية التي لا تنتهي.
إرسال تعليق