جيل يُطفئ الأنوار.. ولا يرى النور!"

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




كتب محسن محمد 

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتختلط فيه القيم بالمصالح، برز مشهد جديد يثير القلق ويستفز العقل: جيل كامل يبدو وكأنه يُطفئ أنوار الوعي، ولا يبحث عن النور الحقيقي. شباب يعيشون في زحام التكنولوجيا، لكنهم يشعرون بالوحدة؛ يتواصلون بلا انقطاع، لكنهم يفتقدون الحميمية؛ يعرفون الكثير، لكنهم لا يفهمون شيئًا!


لماذا صار شباب اليوم - رغم التعليم والانفتاح - أكثر تشوشًا في مفاهيم الحب، العمل، والانتماء؟ ولماذا لم تعد للهوية معنى راسخ في وجدانهم؟ هل نحن أمام جيل ضائع؟ أم أن المجتمع هو من أضاعه؟


يرى بعض الخبراء أن السبب يعود إلى انهيار المرجعيات: فلا الأسرة صارت ملاذًا، ولا المدرسة مصدرًا للوعي، ولا الإعلام موجّهًا نزيهًا. في المقابل، تسلّلت مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح "المرشد الأعلى" لحياة أبنائنا، تصنع لهم القيم وتحدد لهم المعايير، وتُخبرهم - في كل لحظة - كيف يجب أن يكونوا، ومتى ينجحون، وماذا يعني الفشل!


إننا أمام أزمة عميقة، لا تخص الشباب وحدهم، بل تطال الجميع: آباءً، ومربين، وصنّاع قرار. فحين ينطفئ النور في أعين الجيل القادم، فالمجتمع كله يسير في العتمة.


ويبقى السؤال المُلحّ: هل نملك الشجاعة الكافية لننظر في المرآة، ونعترف بأننا نحن الكبار من أطفأ النور أولاً؟

اضف تعليق

أحدث أقدم