كتب / دكتور محمد الفاتح
في تحذير لافت يعكس خطورة المرحلة، أكد صندوق النقد الدولي أن تصاعد التوترات التجارية بين القوى الكبرى بات يشكل تهديداً مباشراً على النمو الاقتصادي العالمي، ويزيد من حالة عدم اليقين وتقلبات الأسواق، مما قد يُفاقم المخاطر على الاستقرار المالي.
وخلال اجتماعات الربيع في العاصمة الأمريكية واشنطن، شددت اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، وهي الذراع التوجيهية للصندوق، على أن العالم يمر بـ”منعطف خطير”. وأوضحت اللجنة أن التوترات التجارية التي تصاعدت بشكل مفاجئ بعد سنوات من التحذيرات، تضعف التجارة العالمية وتؤثر سلباً على الاقتصادات الناشئة والمتقدمة على حد سواء.
كما أكد البيان التزام الدول الأعضاء بالدور الحيوي الذي يؤديه الصندوق في دعم الدول، لا سيما في أوقات الأزمات. ودعا إلى إعادة تنظيم حصص المساهمات المالية بما يعكس الواقع الاقتصادي الجديد وتوازنات القوى الاقتصادية العالمية.
وفي تقرير منفصل صدر يوم الأربعاء، حذّر صندوق النقد الدولي من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، مشيراً إلى أنها ستدفع الديون السيادية العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، لتتجاوز ما شهدناه خلال جائحة كورونا، مقتربةً من 100% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية العقد.
وأوضح الصندوق في تقريره أن الدين العام العالمي من المتوقع أن يرتفع إلى 95.1% من الناتج المحلي في عام 2025، وأن هذا المنحى سيستمر ليبلغ نحو 99.6% في 2030، ما يفرض ضغوطاً هائلة على الموازنات الحكومية ويقيد قدرات الإنفاق العام في مواجهة الأزمات المستقبلية.
ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات اقتصادية متزايدة، مع تراجع معدلات النمو وتباطؤ حركة التجارة، ما يضع صُنّاع السياسات أمام تحديات معقدة تتطلب تنسيقاً دولياً واستجابة عاجلة.
إرسال تعليق