تجاره الاعضاء البشريه

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter








 

 كتب محسن محمد 

عندما تتحول أجساد الفقراء إلى سلعة عالمية

 الجريمة التي لا تُرى


في ردهات المستشفيات، وأزقة الأحياء الفقيرة، وفي مخيمات اللاجئين حول العالم، تنتشر تجارة صامتة ومرعبة... تجارة الأعضاء البشرية. جريمة تُدار باحتراف، وتخترق الحدود، ويصعب تتبعها، لكنها تترك خلفها جروحًا لا تندمل، وجثثًا مفرغة من الإنسانية.


شبكات معولمة... وأجساد رخيصة


بينما ينتظر الآلاف على قوائم زرع الأعضاء في الدول المتقدمة، هناك آخرون يُدفعون نحو "بيع" أعضائهم – أو تُنتزع منهم دون علمهم – في دول تعاني من الفقر، والنزاعات، وانعدام الرقابة. شبكات الاتجار تمتد من آسيا إلى أفريقيا، ومن أمريكا الجنوبية إلى الشرق الأوسط، وتشمل سماسرة وأطباء ومسؤولين فاسدين، يعملون في الخفاء وبغطاء قانوني أحيانًا.


الفقر كوقود للجريمة


"بعت كليتي لأُنقذ أطفالي من الجوع"، هكذا يروي أحد الضحايا في بنغلاديش. شهادات مؤلمة تتكرر: عمال، لاجئون، قاصرون، يُستدرجون بوعود المال ثم يُستغلون، ويخرجون من العمليات بجسد ناقص، وصمت طويل. هؤلاء لا يرون شيئًا من الأرباح الطائلة التي تُجنى من ورائهم.


الطلب لا يتوقف... والسوق تتسع


وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُجرى نحو 10% من عمليات زراعة الأعضاء سنويًا عبر السوق السوداء. الكلية تُباع بما يصل إلى 100 ألف دولار، لكن "البائع" – إن كان حيًا – قد يحصل على أقل من 10%. المستفيدون أغنياء يائسون، والضحايا فقراء معدمون، وما بينهما شبكة منظمة تُحركها المصلحة والفساد.


جهود دولية... لكن الطريق طويل


رغم الاتفاقيات الدولية والتقارير الحقوقية، لا تزال هذه التجارة قائمة، بل تتطور بوسائل أكثر خبثًا. بعض الدول تُجرم الاتجار بالأعضاء، لكن التطبيق متراخٍ، والرقابة ضعيفة. منظمات مثل الإنتربول ومنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تشديد العقوبات، وزيادة التعاون الدولي.


الحلول: أمل في وجه الجريمة


لمواجهة هذه الكارثة الأخلاقية، لا بد من تحرك على عدة مستويات:


تجريم حقيقي ورقابة صارمة على العمليات الطبية، وتشديد العقوبات على السماسرة والمستفيدين.


تعزيز ثقافة التبرع الطوعي، وخاصة بعد الوفاة، لسد النقص القانوني في الأعضاء.


محاربة الفقر، وتقديم بدائل اقتصادية للضحايا المحتملين.


تعاون دولي استخباراتي وصحي لتفكيك الشبكات المنظمة.


دعم الأبحاث الطبية التي تسعى لتطوير زراعة الأعضاء الاصطناعية كحلّ مستقبلي.



عندما يُصبح الإنسان سلعة


تجارة الأعضاء ليست مجرد جريمة عابرة بل اختبار حقيقي لضمير العالم مالم يتحرك الجميع دولا ومجتمعات وافرادا سيبقى الإنسان الأرخص في الأسواق وستظل حياة الفقراء ثمنا يدفعه الأثرياء للبقاء على قيد الحياة

اضف تعليق

أحدث أقدم