صِراعُ العقل.

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter







                    بقلم: رحاب أشرف. 





هُناك ألمٌ شديد، يستقر بين أضلعي.
 صراعٌ دائم بين قلبي، وعقلي، يتنازعان على مَن يفوز أولًا، لكنِّي محتارة...أحد الأصوات في عقلي يهمس لي: "لن تُنقذي، ستُقتلين بتفكيرك، أنتِ هالكة لا محالة." كلّ يوم أُصارع نفسي وأفكاري. تُرى من سيفوز في النهاية؟ أنا؟ أم الأصوات التي تسكنني؟
أصرخ فيهم: كفى! أنا من خلقكم! كفوا عن التشويش! أكرهكم جميعًا!لماذا تركتُ كلّ شيء ليسحقني إلى هذا الحد؟ لماذا وضعتُ نفسي في هذا المأزق؟
حتى أنتم – أصواتي – أغبياء! تسحقون كل خليةٍ في عقلي وتُدمرونني واحدة تلو الأخرى! تبًا، ألا يمكنكم أن تتوقفوا عن الثرثرة؟ 
ألا يمكنني أن أحظى بلحظة سكينة؟
 كلما حاولت الحديث، يُوقفني صوتٌ داخلي، حين تكون الوساوس أكبر مخاوف الإنسان... هذه ليست وساوس عادية، بل أفكارٌ مميتة تجول في الرأس؛ تجعل الشخص يلوم نفسه مرارًا، ويعذّب ذاته على شيءٍ لم يكن ذنبه من الأساس. 
حين تكون وحدك، تُفكر في الأمور، وفجأة… ينقلب عقلك ضدك، ويظل يعذبك بلا رحمة، حين يتحول العقل من ملاذٍ إلى جحيم داخلي، يصبح كل شيءٍ أسوأ بكثير، لم يَعُد هناك ذاك الملاذ الذي كنا نلجأ إليه حين يضيق بنا العالم، البشر لا يرون حتى محاولاتك لتكون بخير، أن تعود إلى ذاتك القديمة، تلك التي كان أقصى طموحها أن تلعب بدميتها، أو أن تجد أحدًا يهتم بها، الآن، أصبح السجن داخلك… ليس سجنًا خارجيًا فحسب، سجن العقل والأفكار هو الأشد قسوة، تبدو هادئة ومتماسكة من الخارج، لكن في داخلك تدور آلاف الصراعات والمعارك… وأنتِ محاربتها الوحيدة، لا أحد يشعر بما في داخلك…بما تحمليه من معارك تُبقينكِ صامدة، سواكِ.

اضف تعليق

أحدث أقدم