كتب م / محمد السيد سيف الدين
إن الفساد الأخلاقي و إنحدار القيم لهو التحدي الأكبر في مجتمعنا الحالي ، فلا مُجتمع بلا قيم ، ولا إنسانية بلا أخلاق ، حيث يتأثر الشباب و الفتيات بما يشاهدونه في التلفاز أو عبر وسائل الإعلام من تدهور سلوكي مُستفز للقيم و العرف ، فأصبحنا نشاهد لقطات غير لائقة و مثيرة بين شاب وفتاة و أن الشاب الطبيعي العادي الذي يعمل و يجد ويجتهد و يذاكر ويحقق أحلامه أصبح غير موجود بأي فلم أو مسلسل ، فقد إحتل مكانه الشاب الذي يذهب للبارات و يصاحب الفتيات و يمارس البلطجة ، و أصبحنا نرى تُجار المخدرات أبطالاً ، و أصبحنا نري الراقصة دائماً مظلومة و أن التعرى حلال ، فأصبحت هذه الظاهرة تؤثر علي المُجتمع بشكل عام ، وعلى الشباب والفتيات بشكل خاص فهم نواة وبناة المجتمع وحملة لواء التنمية ، وليست هذه الظاهرة وليدة اليوم بل هي نتاج عوامل مُتعددة عَفنة تُحدث تآكل في نسيج المجتمع وتهدد القيم الأصيلة به .
حيث تتجلي مظاهر الفساد الأخلاقي بسبب ضعف الوازع الديني فتظهر في الغش و الخيانة والكذب والسرقة والإدمان و الزنا و غيرها مما نراه مُخالف لقيم المجتمع و هويتنا .
وهناك عدة أسباب تؤدي للإنحدار الأخلاقي و أهمها ضَعف الرقابة الأسرية وعدم غرس القيم الحميدة و إنشغال الوالدين عن الأبناء ، وأيضاً إنتشار المحتوى الهدام والقيم المُزيفة وغير الأخلاقية علي وسائل الإعلام والإنترنت ، وغياب القدوة الحسنة ، وضعف المؤسسة التعليمية لترسيخ القيم و الأخلاق و تركيزها علي الجانب الأكاديمي فقط .
لذا يجب أن يتكاتف الجميع لمعالجة السلوكيات الغير سوية و توعية الشباب والفتيات ، من خلال زيادة الرقابة الأسرية وتحفيز الأبناء ، و نشر التوعية من خلال مبادرات و ندوات كما تفعل الدولة الأن ولكن يجب تكثيفها وخاصة علي مستوى المدارس ، وتقديم محتوى هادف يحث الشباب علي الأخلاق وتنمية المجتمع سواء من خلال الإعلام أو الأفلام و المسلسلات لأن لهم دوراً كبيراً في تشكيل السلوك المُجتمعي سواء تشكيل بناء أو هادم للقيم .
إرسال تعليق