إيلون ماسك بين الزواحف والخيال

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter









 

كتب: محمد اليماني


في السنوات الأخيرة انتشرت نظريات المؤامرة بشكل واسع ومن أكثرها إثارة للجدل تلك التي تزعم أن هناك كائنات زاحفة أو الزواحف المتحولين تتحكم في العالم متخفية في هيئة بشر ومنهم شخصيات مشهورة مثل رؤساء دول ومليارديرات كبار كإيلون ماسك فهل هذه المزاعم حقيقية أم محض خيال وهل هناك أدلة علمية أو منطقية تدعم مثل هذه الأفكار في هذا التقرير نستعرض شخصية إيلون ماسك وصعوده السريع ثم نحلل نظرية الزواحف من منظور علمي ومنطقي


إيلون ريف ماسك هو مهندس ومخترع وملياردير من أصول جنوب إفريقية كندية وأميركية وُلد عام 1971 وحقق شهرة عالمية بفضل مشاريعه الطموحة مثل Tesla شركة السيارات الكهربائية الرائدة وSpaceX شركة الفضاء الخاصة التي تهدف لاستعمار المريخ وNeuralink لتطوير واجهات بين الدماغ والكمبيوتر وX تويتر سابقًا منصة التواصل الاجتماعي ما يميز ماسك هو رؤيته الجريئة تصريحاته المثيرة للجدل والقدرة الخارقة على تحويل أفكار تبدو خيالية إلى واقع تقني ملموس


ظهرت فكرة الزواحف المتحولين على يد ديفيد آيك لاعب كرة القدم البريطاني السابق الذي أصبح كاتبًا ومروجًا لنظريات المؤامرة حسب زعمه هناك كائنات زاحفة من بُعد آخر تُعرف باسم الأنوناكي وهذه الكائنات تتخفى في شكل بشر وتسيطر على السياسة والاقتصاد والإعلام بعض الأسماء المتداولة ضمن هذه النظرية الملكة إليزابيث باراك أوباما بيل غيتس والآن إيلون ماسك وتشمل الادعاءات القدرة على تغيير الشكل والتحكم في العقول وسلوك بارد وخالٍ من العاطفة


عدة أسباب دفعت البعض إلى ربط ماسك بنظرية الزواحف منها ذكاؤه الفائق إذ يراه البعض أذكى من أن يكون بشريًا عاديًا ومشاريعه المستقبلية حيث يرى البعض أن مشروع نيورالينك لتحويل البشر إلى نصف آليين هو دليل على أجندة خفية وتأثيره العالمي الكبير إعلاميًا واقتصاديًا وهذا يتوافق مع فكرة السيطرة على العالم بالإضافة إلى تصرفاته الغريبة أحيانًا كتغريداته العشوائية أو تصريحاته عن الذكاء الاصطناعي التي تغذي الخيال الشعبي


من منظور علمي ومنطقي لا يوجد أي دليل علمي أو بيولوجي يثبت وجود كائنات زاحفة تتحول إلى بشر أو تتخفى بيننا كما أن علم الأحياء التطوري والفيزياء لا يقدمان أي أساس لهذا النوع من الكائنات أو القدرات إضافة إلى أن علم النفس الاجتماعي يوضح أن البشر غالبًا ما يلجأون لنظريات المؤامرة لتفسير الواقع المعقد أو غير المفهوم نظرية الزواحف أقرب إلى الفولكلور المعاصر تشبه الخرافات القديمة التي تتطور لتأخذ شكلًا عصريًا يتماشى مع الهوس بالتكنولوجيا والسلطة


نحن نصدق هذه النظريات لأسباب عديدة منها الخوف من المجهول وغياب الثقة في الحكومات والشركات الكبرى والرغبة في تفسير الأحداث المعقدة ببساطة خيالية بالإضافة إلى التأثير الكبير للإعلام الرقمي في نشر القصص الغريبة دون تحقق


إيلون ماسك رغم غرابة أطواره أحيانًا يبقى إنسانًا عبقريًا يعيش في زمن غير مألوف نظريات الزواحف مهما بدت مثيرة أو جذابة تظل بلا أساس علمي أو منطقي في النهاية الحقيقة أكثر تعقيدًا من الخيال لكن الخيال أكثر جذبًا للناس الواجب علينا أن نميز بين الإبداع والخرافة وبين العقلانية والتضليل فالعالم مليء بالغموض لكن ليس كل غامض مؤامرة وليس كل عبقري كائن زاحف

اضف تعليق

أحدث أقدم