جيل يبحث عن الدفء في عالمٍ بارد

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter

 


بقلم: محسن محمد


في زمنٍ ازدحم بالتكنولوجيا، وتكاثرت فيه الشاشات والضغوط، باتت المشاعر سلعة نادرة، وأصبحنا نعيش في عالمٍ بارد لا يمنح الدفء إلا افتراضيًا، ولا يوزّع الحنان إلا بصيغة رموز تعبيرية.


جيل اليوم لا يفتقر إلى الإنترنت، بل يفتقر إلى من يسمعه بصدق. لا يبحث عن عدد أكبر من المتابعين، بل عن شخص واحد فقط... يراه، يحتضنه، يسأل عنه إذا اختفى، ويفرح لفرحه دون مناسبة.


هو جيل تربى على الإشعارات، لا على اللمسات، عرف صوت "الإعجاب" قبل أن يعرف صوت التشجيع، وعاش مع آلاف الرسائل دون أن يسمع كلمة "أنا جنبك" تُقال من قلب.


نحن لا نعيش أزمة تكنولوجيا، بل أزمة إنسانية. افتقدنا دفء العلاقات، وانشغلنا كثيرًا بمظاهر الحياة حتى فقدنا معناها الحقيقي.


جيل كامل يُنهي يومه وهو يشعر بالوحدة، رغم أنه محاط بالناس. يتحدث كثيرًا، لكن لا أحد ينصت. يضحك على الشاشة، ويبكي خلفها. يطلب المساعدة بنكات، ويصرخ من الداخل دون صوت.


الحنان لم يَعُد ترفًا، بل ضرورة. الاحتواء لم يَعُد خيارًا، بل واجب. ولن يستقيم المجتمع، ما لم نُعِد ترتيب أولوياتنا، ونُعيد الإنسان إلى مركز الصورة.


يا من تقرأ هذه الكلمات... لست وحدك.

اضف تعليق

أحدث أقدم