قطار بلا إنذار

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter











 

كتب: أحمد عيسى الزوامكي


كل يوم، يتكرر نفس المشهد في محطة أبو تشت: قطار يدخل دون سابق إنذار، وكأن الزمن توقف في مكان لا يعرف الحد الأدنى من الأمان. لا صفارات، لا أضواء تحذيرية، ولا حتى صوت يُنبّه الناس إلى اقتراب الخطر. فقط صمت يسبق لحظة الرعب، حين يجد المواطنون أنفسهم في مواجهة قطار يمر بجوارهم على حين غرة.


المارة يعبرون المزلقانات مطمئنين، فإذا بالقطار يداهمهم فجأة، دون أجراس تنذر أو حواجز تُغلق أو مسؤول يُشير. الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والحوادث ليست احتمالًا، بل واقع يقترب كل يوم.


في محطة تفتقر لأبسط معايير السلامة، تغيب الصفارات، وتُطفأ الكشافات، ويغيب أي عنصر بشري مسؤول عن تنظيم المرور أو التنبيه بالخطر. المواطنون يعبرون القضبان وكأنهم يدخلون مقامرة مفتوحة على الحياة.


اللامبالاة هنا ليست مجرد إهمال، بل جريمة مستمرة تهدد المئات. في دول أخرى، لا يدخل القطار المحطة دون سلسلة من الإشارات المسموعة والمرئية. أما في أبو تشت، فيدخل القطار في صمت ويترك وراءه الذعر، وربما الضحايا.


ورغم كل ذلك، لا يطلب الأهالي المستحيل. مطالبهم بسيطة وواضحة:


صفارات إنذار أمام القطار.


إشارات ضوئية واضحة عند المزلقانات.


مكبرات صوت للإعلان عن قدوم القطار.


وجود عامل إنذار دائم خلال أوقات مرور القطارات.



ليست رفاهية، بل أبسط حقوق الحياة.



اضف تعليق

أحدث أقدم