كتب محسن محمد
في يومك العادي، وانت ماشي في الشارع، راكب مواصلة، داخل مول، أو حتى قاعد على القهوة... بتحس إن فيه توتر في الجو
كأن الناس كلها على حافة الانفجار، وكأن أي كلمة ممكن تولّع خناقة، وأي نظرة ممكن تبقى تهديد.
بقينا نخاف من بعض.
نخاف نتكلم، نخاف ننصح، نخاف نعتذر، ونخاف حتى نقول "صباح الخير" لحد ما نعرف هو من أي نوع.
المجتمع بقى مرهق نفسيًا.
كل واحد شايل هم، ضاغط على نفسه، مكتوم، حاسس إنه مظلوم، ومش لاقي فرصة يتنفس... غير إنه يطلّع غضبه على اللي حواليه.
مش لأنهم غلطوا، بس لأنهم موجودين.
الطيبة بقت تهمة،
والاحترام بقى ضعف،
والسؤال عن الغريب بقى "تدخل في الخصوصيات
بقينا نربي أولادنا نقول لهم: "خليك في حالك، متدخلش، متتكلمش، الناس بقت مخيفة
بس السؤال المهم: هو ده طبيعي
هو الطبيعي إننا نمشي في شوارعنا وإحنا قلقانين
نعيش في بيوتنا وإحنا متوترين؟
نتعامل مع الناس وإحنا حذرين طول الوقت
ولا الطبيعي إننا نحس بالأمان، ونرتاح لبعض، ونتكلم من غير ما نحسب ألف حساب
إحنا محتاجين نراجع نفسنا.
نراجع تربيتنا، طريقتنا، كلامنا، ردود أفعالنا.
نسأل نفسنا
أنا ساهمت في الخوف ده؟
طب أنا ممكن أبدأ أغير؟
إيه اللي ممكن أعمله عشان أخلّي الناس تحس بالأمان معايا، مش بالخطر؟
لو كل واحد فينا راجع نفسه، هتبدأ الحكاية تتغير.
هترجع البسمة أبسط، والكلمة ألطف، والنظرة أهدى.
وهنكتشف إننا مش أعداء... إحنا بس محتاجين نطفي الغضب، ونفهم بعض.
لو حاسس إن الكلام ده بيلمسك... شاركه.
يمكن يكون سبب إن حد يفكر، أو يهدى، أو يغيّر.
إرسال تعليق