كتب : عبدالعزيز الليثي
سطّر أهالي قرية بيدف التابعة لمركز ومدينة العياط بمحافظة الجيزة، رجالًا ونساءً، شبابًا وفتيات، ملحمة مجتمعية رائعة في العطاء والتكاتف، مُثبتين أن الإرادة الصادقة قادرة على تحقيق المستحيل. ففي غضون خمسة أيام فقط، تمكنت القرية التي تُلقب عن جدارة بـ"بلد الأزهر" من جمع ما يزيد عن مليون جنيه مصري، وذلك بهدف شراء قطعة أرض لإنشاء معهد أزهري يخدم أبناءها والأجيال القادمة.
تُعرف قرية بيدف بكونها منارة للعلم الديني، حيث تضم عددًا كبيرًا من خريجي الأزهر الشريف وحفظة القرآن الكريم، وهو ما يفسر هذا الاندفاع الكريم نحو دعم صرح تعليمي أزهري جديد. لقد تجسدت أروع صور التلاحم بين أبناء القرية، الذين أظهروا حسًا عاليًا بالمسؤولية تجاه مستقبل أبنائهم، وإيمانًا راسخًا بأهمية العلم ودور الأزهر الشريف في بناء الوعي وغرس القيم.
هذه المبادرة ليست مجرد حملة تبرعات، بل هي شهادة حية على عمق الوعي الديني والمجتمعي لأهالي بيدف، وتأكيد على أن الخير متجذر في نفوس المصريين، وأن العطاء لا يعرف حدودًا عندما يتعلق الأمر ببناء صروح العلم والمعرفة. إنها رسالة قوية بأن التعاون والتكافل هما السبيل لتحقيق الأحلام الكبرى، وأن المجتمعات الواعية هي التي تصنع مستقبلها بأيدي أبنائها.
لقد ضرب أهالي بيدف مثالًا يحتذى به في التضحية والعطاء، وستبقى هذه الملحمة الإنسانية خير دليل على أن بلد الأزهر لا يزال ينجب رجالًا ونساءً يحملون همّ دينهم ووطنهم على عاتقهم.
إرسال تعليق