كتب جرجس الديب
أطلقت إيران فجر اليوم الخميس وابلًا عنيفًا من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، في ما وصفته بـ"الموجة 13" من عمليات "الوعد الصادق"، مستهدفة تل أبيب وبئر السبع ومناطق إسرائيلية أخرى، في تصعيد هو الأوسع منذ بداية التوترات المتجددة بين البلدين.
وأعلنت طهران أن الضربة تأتي ردًا على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي المتكرر ضد منشآتها النووية"، بينما أكدت هيئة البث الإسرائيلية سقوط ما لا يقل عن سبعة صواريخ في مناطق مختلفة من الجنوب والوسط، محدثة دمارًا واسعًا.
في مدينة بئر السبع، تسبب سقوط أحد الصواريخ في تدمير جزئي بمستشفى "سوروكا"، ثالث أكبر مستشفى في إسرائيل، ما أسفر عن إصابات في صفوف الطاقم الطبي والمرضى، مع بدء إخلاء المستشفى بسبب تسرب مواد خطرة ناتجة عن الانفجار.
أما في تل أبيب، فقد استهدفت الصواريخ حي "رامات جان"، حيث أُصيب مبنى بورصة تل أبيب مباشرة، ما أدى إلى توقف التداولات وإغلاق المنطقة بالكامل، بينما تواصلت جهود الإطفاء حتى ساعات الصباح لإخماد الحرائق الناتجة.
ووفقًا لأحدث التقارير، أُصيب نحو 50 شخصًا بإصابات متفاوتة، وتضررت أكثر من عشرة مبانٍ، فيما أغلقت السلطات الإسرائيلية المدارس والمرافق العامة في الجنوب والوسط تحسبًا لمزيد من الضربات.
في المقابل، ردت إسرائيل بقصف جوي استهدف مواقع في إيران وُصفت بأنها "نووية الطابع"، من بينها مفاعل آراك وموقع بالقرب من نطنز. وأعلنت طهران أن المواقع كانت مفرغة ولم تُسجل إصابات.
وفي تطور لافت، ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع قادة البنتاغون احتمال توجيه ضربة محدودة ضد منشأة "فوردو" النووية، مشددًا على أن الولايات المتحدة "مستعدة للتدخل عند الحاجة، دون الدخول في حرب شاملة".
وتسود حالة من الترقب الإقليمي والدولي، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب أوسع قد تشمل أطرافًا إقليمية أخرى، مثل حزب الله في لبنان وميليشيات موالية لطهران في العراق وسوريا، في ظل استمرار التهديدات والتصعيد المتبادل.
إرسال تعليق