التطرف الفكري والسلوك غير السوي من أخطر تحديات العصر

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter











 

كتب م / محمد السيد سيف الدين

 

تواجه المُجتمعات المعاصرة ظاهرة تُعد الأخطر علي الإطلاق وهي التطرف الفكري والسلوك الغير صحيح وخاصة بين الشباب ، حيث تتداخل هذه الظواهر لتشكل معاً تهديداً حقيقياً للأمن و الإستقرار و إعاقة مسيرة التنمية ، فالتطرف الفكري و السلوك الغير سوي ماهما إلا نِتاج مبادئ فاسدة أو أفكار تُنافي القيم الدينية أو المُجتمعية ، فالتطرف الفكري هنا لا يشمل  الإنحراف و الخروج عن القانون فقط ،  بل يشمل كل ماهو مُخالف للقيم الدينية و المُجتمعية والتي يستنكرها المُجتمع و الدين سواء يعاقب عليها القانون أو لا .

و تُشكل العوامل الإجتماعية و الإقتصادية دوراً مهماً في محاربة التطرف الفكري و السلوكي ، حيث تُأثر البطالة و الفقر و العدالة و التهميش بيئة خصبة لنمو مشاعر الإحباط و الفشل واليأس لدي الشباب ومن هنا يلجئ بعض الشباب ضعيف الدين و النفس إلي المُخدرات التي تقودهم إلي الهلاك و الأعمال الشيطانية من جرائم بشتى أنواعها ، أو نجرافهم وراء كسب العيش بطرق غير مشروعة أو الهجرة الغير شرعية وغير ذلك ، كما يُشكل أيضاً غياب و الوعي و الثقافة عاملاً أساسياً لتشكيل الفكر الصحيح السوي و عدم التأثر بالأفكار السلبية ، كما يمثل غياب الأنشطة الصيفية وغرس المبادئ و تقويم سلوك الطلاب و تثقيفهم النسبة الأكبر لإعداد جيل مُتعلم واعٍ يدرك الصواب و الخطأ و يوجه نفسه للفكر الصحيح وخاصة عندما يتعرض  لمحتوى متطرف السلوك والفكر عبر وسائل التواصل الإجتماعي و ليصبح قائداً ، بدلاً من أن يكون ضحية بعض الأشخاص أو الجماعات وينقاد لفكرهم دون أن يُميز  ، كما ننوه أيضاً أن الأسرة هي المدرسة الأولى لأبنائهم وهي الحصن الذي يُشكل فكره و يأثر في سلوكه ، لذلك أي خلل أو تفكك أسري أو غياب الرقابة يؤدي إلي فقدان القدوة الحسنة أو من الممكن أن يقود أحد أبناءها للإنحراف .

لذلك يجب أن نتكاتف جميعاً أفراداً و مُؤسسات لمكافحة هذه الظاهرة المُدمرة للمُجتمع  وذلك من خلال نشر الوعى و الثقافة و تعاليم الدين و توفير برامج دعم نفسي للشباب الذين يُعانون من إضطرابات نفسية ، وتكثيف الرقابة الأسرية و المدرسية ،  و توفير منصات إجتماعية بديلة لنشر المحتوى الإيجابي البناء ، و إعادة الأنشطة الصيفية للمدارس .

اضف تعليق

أحدث أقدم