رسوب جماعي في مدرسه اعداديه ببني سويف

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter

 


كتب محسن محمد 

شهدت محافظة بني سويف واقعة تربوية صادمة بعد إعلان نتائج الشهادة الإعدادية لمدرسة "حميدة أبو الحسن" التابعة لإدارة الواسطى التعليمية، حيث رسب 46 طالبًا من أصل 60، بينما تغيّب 14 آخرون عن أداء الامتحانات، ونجحت طالبة واحدة فقط، ما أثار موجة من الجدل والغضب داخل الأوساط التعليمية والشعبية بالمحافظة.


الطالبة الوحيدة الناجحة، "مي سمير فوزي"، حصلت على مجموع 157.5 درجة من إجمالي 280، لتصبح الناجية الوحيدة في مشهد وصفه الكثيرون بـ"الكارثة التعليمية". وأوضحت مي في تصريحات إعلامية أن المدرسة كانت تعاني من غياب شبه تام للمعلمين، وعدم وجود رقابة إدارية جادة، مؤكدة أن الإدارة كانت تطالب المعلمين بإخفاء غيابهم عن لجان التفتيش.


وقالت مي: "المدرسين مش بييجوا، والإدارة بتقولهم يقولوا إنهم حضروا لما حد من المديرية يسأل، وده اللي حصل طول السنة"، مشيرة إلى أنها اعتمدت على مجهودها الذاتي ودروس خارجية من أجل الاستعداد للامتحانات.


عقب الواقعة، أصدرت مديرية التربية والتعليم قرارًا عاجلًا بإقالة إدارة المدرسة بالكامل، مع إحالة مدير إدارة الواسطى التعليمية ووكيل الإدارة إلى التحقيق، فضلًا عن تشكيل لجنة فنية من الوزارة لفحص أوراق الإجابة ومراجعة مدى الالتزام التعليمي داخل المدرسة.


كما تم الإعلان عن إطلاق برنامج علاجي صيفي مجاني للطلاب الراسبين داخل المدرسة، استعدادًا لامتحانات الدور الثاني، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مستقبل الطلاب المتضررين.


وأكد اللواء الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، أن ما حدث لا يمكن السكوت عنه، مشددًا على ضرورة محاسبة المقصرين واتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين جودة التعليم في المناطق النائية، خاصة في القرى التي تعاني من نقص الخدمات.


الواقعة فتحت الباب أمام تساؤلات عديدة حول جدوى التعليم في بعض المناطق الريفية، ومدى فاعلية الرقابة الإدارية على المدارس، في ظل تحديات متراكمة تشمل نقص المعلمين، وتدني نسب الحضور، وضعف البنية التحتية.


ووسط موجة الغضب، تحوّلت الطالبة مي إلى رمز للأمل والاجتهاد، بعدما تم تكريمها من قبل عدد من القيادات التعليمية، واعتبرها كثيرون نموذجًا للطالبة التي تتحدى الواقع الصعب وتصر على النجاح رغم كل المعوقات.

اضف تعليق

أحدث أقدم