كتبت فاطمه تمراز
اثبتت، هبة سلامه ،،الفتاة الفلسطينية في قطاع غزة جدارتها لمواجهة التحديات فى وسط الابادة الجماعة والمجاعات فى ظل الظروف القاسية والبرد الشديد من قلب غزة، حيث تقصف القذائف تتناثر الأحلام تحت الركام.
تبدأ القصة هبة عندما كانت على سطح منزلها، في لحظة هدوء نادرة، تتصفح الإنترنت في انتظار دراستها العليا في الجامعة الإسلامية. فجأة، بدون سابق إنذار، انفجرت القذائف حولها، وسقطتها على الأرض، فاقدة للبصر.
قررت هبة بعد التعافي من الأصابة والتعارفى أن تبدأ مبادرتها التعليمية لتزرع الامل في قلوب الاطفال الذين احترموا من التعليم ،بسبب الحرب حيث حرما عدد كثيراً من الأطفال بالالتحاق بالتعليم وتقدير نسبتهم 625.000 طفل في سن الدراسة من عام دراسي كامل بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمدارس والمنشآت التعليمية الأخرى.
أن تتحول آلامها الشخصية إلى وقود لمبادرة تعليمية تجمع بين الأمل والتعلم في ظل الظروف القاسية، هذه المبادرة لم تكن مجرد رد فعل على الصدمات، بل كان تعبيرا عن التحدي والإصرار على أن العلم لا يتوقف مهما كانت الصعاب.
تعرضت للألم الشديدة ولكن لم تستسلم ،بل تحولت من لحظة دراسة إلى لحظة صراع للبقاء، حيث وجدت نفسها محاصرة وسط الأمطار الغزيرة من الحجارة. لكن، في وسط الظلام الذي ابتلع عينيها، كانت هناك نقطة مضيئة: كانت الشهادتين تخرج من بين شفتيها بينما كانت تحاول الهروب من الحطام الذي تساقط عليها.
كان قوتها اقوى من الألم الذي أصاب جسدها هو القوة التي جاءت معها من إيمانها، عندما تمكنت أمها من الوصول إليها بعد أن سمعت صراخها، كان أول ما فعلته هو وضع يدها على عينيها وقراءة الآية: «الله نور السماوات والأرض». هذا ليس فقط دعاء، بل كان شعورا داخليا من القوة التي ساعدتها في التماسك في وقت كانت فيه الحياة تختبر صبرها.
تعرضت هبة للأصابات الخطيرة لم تستسلم ، بدأت رحلتها الجديدة وهى تزرع الأمل بين الأطفال وتنشر العلم والمعرفة كأنها تقول إن الحياة باقية وسط كل الإبادة
تسعى هبة إلى نشر رسالتها بأن العلم ليس مجرد وسيلة للنجاة، بل هو جسر نحو مستقبل أفضل. تقول: «لن أتوقف عن العمل أو التعلم أو التدريس، لأنني أدركت أن ما نمر به اليوم سيكون له أثر كبير على جيل المستقبل. كل لحظة أعيشها هي هبة من الله، وكل علم أقدمه هو هدية أستطيع تقديمها للآخرين».
تتجاوز المبادرة التي أطلقتها هبة الحدود الجغرافية، فهي تحمل رسائل من غزة إلى كل مكان في العالم بأن العلم هو أداة النجاة في أقسى الظروف، وأن الأمل لا يموت مهما كانت التحديات.
إرسال تعليق